رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

عرفت البشرية، وعانت كثيراً من الأوبئة الفتاكة. ومن المؤكد أن أخطرها وباء الطاعون الذى أصاب العالم فى موجات عديدة، وأيضاً من وباء الجدرى.. ومحلياً عانت مصر ولمرات عديدة من وباء الكوليرا وكان أخطر ذلك ما عانته مصر فى أواخر أربعينات القرن الماضى ثم فى أوائل الستينات. ولجأت مصر إلى نظام العزل الكامل بناء على نصيحة ما نعتبره أبوالطب فى مصر الطبيب الفرنسى كلوت بك وذلك من أيام محمد على الذى استنجد بالطبيب الفرنسى، فاستجاب وعاد إلى مصر بعد اعتزاله.. ومنحه محمد على مكافأة له، «رتبة بك»، فعُرف باسم كلوت بك!

ولكن الطاعون كان هو الأخطر.. وهو مرض وبائى خطير ـ وأخطره الطاعون الدبلى من جرثومة تسمى البرنسيسة الطاعونية. ولا تستمر الإصابة به طويلاً. ولكن معدل الوفاة به عالٍ جداً.. واجتاح هذا الطاعون أوروبا وآسيا وأفريقيا. وفى القرن 14م تسبب هذا الطاعون، وأطلقوا عليه «الموت الأسود»، فى هلاك ربع سكان أوروبا ويسبب انتفاخ الغدد الليمفاوية. وينتقل إلى الإنسان عادة عن طريق براغيث تحمل المرض من فأر مريض. وخطورة هذا الوباء كانت تبدأ من الموانئ وسهولة انتقاله بالسفن.

وقد اجتاح الطاعون الكبير لندن عام 1665. خلال شهرى أغسطس وسبتمبر وتوفى خلال أسبوع واحد 765 شخصاً وهو غير قابل للشفاء وتأثيراته مرعبة وأعراضه حمى مع قشعريرة وتورم الغدد. مع جنون حتمى ثم وفاة. وكان يتم دفن المرضى أحياء فى مقابر جماعية حتى كان المصابون يلقون بأنفسهم فيها ليُدفنوا أحياء بسبب الآلام ولكن الوباء انتهى تماماً بمجرد مجىء الجو البارد فى شهر أكتوبر مع القضاء على الفيران السوداء التى كانت تحمله.

والطاعون البقرى يصيب الأبقار وغيرها وأعراضه انخفاض إدرار اللبن فيها. وتصل فيه نسبة الوفيات إلى 98٪ وقد حدث فى بلجيكا عقب الحرب العالمية الأولى. وإن كان ينحصر حالياً فى الدول الشرقية. وقد عاق هذا المرض الحضارة الغربية لعدة مئات من السنين.

وقد تسبب وباء الطاعون فى هلاك نحو 60 مليون شخص فى أوروبا فى العصور الوسطى. ولكن مع التحصين باللقاحات قضى العالم على هذا المرض الخطير.. بفضل سبل النظافة ومكافحة الفئران.

< وعرفت="" مصر="" مرض="" الطاعون.="" ومن="" أشهر="" مَن="" أصيبوا="" به="" الأمير="" طوسون="" باشا،="" قائد="" الحملة="" الوهابية="" عام="" 1811="" أيام="" محمد="" على="" وأصيب="" به="" شاباً="" بمجرد="" عودته="" إلى="" مصر..="" وعندما="" مات="" مشى="" وراءه="" والده="" محمد="" على="" من="" ميناء="" بولاق="" إلى="" أن="" قام="" بدفنه="" فى="" حوش="" الباشا="" وهو="" المقبرة="" التى="" بناها="" محمد="" على="" لأسرته="" قرب="" قبة="" الإمام="" الشافعى.="" وكان="" هو="" أحب="" أبنائه="" إلى="" والده="" محمد="" على="" باشا="" وقبره="" هو="" الوحيد="" الذى="" تزينه="" فيه="" من="" الفضة="" الخالصة..="" فى="" هذه="" المقبرة="" التى="" أصبحت="" أشهر="" مدافن="" العائلة="">