رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

فى التاريخ المصرى الحديث الكثير من الأكاذيب.. والحقائق أيضًا. منها هذه المقولة التى نُسبت إلى السياسى الداهية محمد محمود باشا من قوله متفاخرًا «أنا ابن من عُرض عليه العرش.. فأبى» أى رفض.. ما الحقيقة فى هذه القصة التى قيل إن محمد محمود هو قائلها ليتفاخر بنسبة وعرقه.

هو محمد محمود ابن محمود باشا سليمان أغنى أغنياء الصعيد وهو المولود -أى الابن- فى ساحل سليم وكان الأب أكبر مُلاك الأراضى بها.. وهو الذى رأس حكومة مصر أربع مرات الأولى عقب - اقالة الملك فؤاد لحكومة النحاس باشا فى يونية 1928.. والأخيرة، أى الرابعة، كانت حكومته التى شكلها فى يونية 1938 وهو من أطلق عليه الساسة والعامة «صاحب اليد الحديدية» التى حكمت البلاد والذى أطل عليه عباس العقاد صفة «قفاز من حرير فى يد من حديد».. بل هو الدكتاتور الأول فى الحياة السياسية المصرية.. ما حكايته؟

هو بالفعل أول مصرى يدرس فى جامعة أوكسفورد، أعرق جامعات بريطانيا، وشغل بمجرد عودته العديد من المناصب الهامة كمدير للعديد من المديريات وبدأ حياته السياسية مع سعد باشا زغلول واشترك فى تأليف الوفد المصرى.. بل واعتقل معه وتم نفيه معه إلى مالطة 1919 وسافر إلى أمريكا للدعاية للقضية المصرية بعدها. ولكنه انشق عن الوفد واشترك فى تأسيس حزب الاحرار الدستوريين 1922 ثم أصبح رئيسًا للحزب بعد عدلى باشا يكن.. وكان أحد الموقعين على معاهدة 1936 مع بريطانيا!! وبعد أن ترك رئاسة الحكومة الرابعة له والأخيرة عام 1939 أصبح رئيسًا للمعارضة فى مجلس النواب.. إلى أن تُوفى فى يناير 1941.

ونعود إلى حكاية عرش مصر.. إذ بعد أن رفض الأمير كمال الدين حسين، ان السلطان حسين كامل أن يصبح ولياً لعهد والده السلطان حسين ثم وفاة هذا السلطان بحثوا عمن يجلس على عرش مصر. وقيل وقتها إن بريطانيا -صاحبة الأمر والنهى فى مصر- رشحت أغاخان زعيم الطائفة الاسماعيلية ليجلس على عرش مصر وهو الذى وزنه أتباعه بالذهب والماس بفندق شبرد.. إلى أن وجدوا الأمير فؤاد بن إسماعيل وكان يتسكع فى شوارع أوروبا بعد أن ترك منصبه ياورًا للخديو عباس حلمى الثانى.. فجاءوا به سلطاناً لمصر، قبل أن يصبح ملكاً عليها.

المهم شاع قبلها - وبعدها - أن الإنجليز عرضوا على محمود باشا سليمان «ملك الصعيد» أن يصبح ملكاً على عرش مصر، وقيل إن ابنه محمد محمود كان يتفاخر بنسبه وثرائه.. ودراسته فى أوكسفورد بل وارتداء ملابس الانجليز!! ليتفاخر على أقرانه ويترفع عنهم.

< إلى="" أن="" جاء="" الدكتور="" محمد="" حسين="" هيكل="" باشا="" الذى="" أصبح="" رئيسًا="" لحزب="" الأحرار="" ورئيسًا="" لمجلس="" الشيوخ،="" وحسم="" الأمر="" ونفى="" هذه="" المقولة="" تمامًا="" فى="" مذكراته="" ذات="" الثلاثة="" أجزاء..="" ووضع="" نهاية="" لهذه="">

< ورغم="" ذلك="" ظلت="" هذه="" المقولة="" تتردد="" فى="" أحاديث="" الساسة="" المصريين="" وربما="" هو="" ثانى="" اثنين="" كانا="" أقوى="" من="" الملوك="" فى="" الصعيد="" أولهما="" محمد="" باشا="" سلطان="" الذى="" خان="" الثورة="" العرابية="" وثانيهما="" محمود="" باشا="" سليمان="" ومن="" أولاده="" -="" غير="" محمد="" -="" من="" شغل="" أكبر="" المناصب..="" وتلك="" الرواية="" انتشرت="" فى="" مصر="" من="" أوائل="" القرن="" العشرين="" إلى="" أن="" مات="" محمد="" محمود="" -="" صاحب="" اليد="" الحديدية="" -="" عام="">