رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاوى

 

مصر بدأت تسير على الطريق الصحيح، وكان الاتجاه إلى المعسكر الروسى ضرورة ملحة لكسر الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وأن مصلحة القاهرة لم تعد مع معسكر دون الآخر، كما أن مصلحة مصر تكمن فى التقارب مع الدول الشرقية.. وهذا كان يجب أن يتم منذ زمن بعيد، لأن المعسكر الشرقى هو القادم، وأن أمريكا والغرب سيتراجعان إلى الخلف، والأفعال التى تقوم بها واشنطن حالياً دليل على بدء انهيار المعسكر الغربى الأمريكى.

التقارب المصرى مع روسيا، يجب أن يتعدى ذلك إلى كل دول أوروبا الشرقية، وقد يستغرب القارئ من هذا الحديث، أو يقول إنه محض تصور خاطئ، أو افتراض فى الخيال، وهذا كلام مردود عليه بأن التخبط الأمريكى وتفكك دول أوروبا الغربية خير دليل على ما أقول.

فمصر بعد ثورتين فى «25 يناير» و«30 يونيه»، ومن خلال الدولة الديمقراطية الحديثة من حقها أن تقيم علاقة مع أية دولة بنظام الندية، وتحقيق المصالح المشتركة، وما يحقق منفعة لمصر ولشعبها.

وكفى المؤامرات والمخططات لضرب مصر والمنطقة العربية، وقد ظهر ذلك واضحاً فيما حدث فى العراق والسودان واليمن، ويحدث حالياً فى سوريا، ولكن الله حفظ مصر برجال وطنيين أوفياء فى المؤسسة العسكرية، وشعب أكرمه الله بوعى شديد أحبط به كل أدوات أمريكا من مخطط التقسيم وخلافه، عندما قام بثورة «30 يونيه»، معلناً سقوط عصابة الإخوان التى كانت تنفذ المخططات الشيطانية الأمريكية، وإبعادهم عن حكم البلاد، والحرب على إرهابهم الذى مازلنا نعانى منه حتى الآن.

منذ شهور كتبت فى هذا المكان أنه لا مفر من استعادة مصر دورها الإقليمى وريادتها بالمنطقة، وكذلك إقامة علاقات قوية مع دول أوروبا الشرقية وعلى رأسها روسيا، لأن هذا التحالف الشرقى هو الذى ستكون له الغلبة فى المستقبل، ومن مصلحة مصر أن تنضم لهذا التحالف الذى سيحقق لها المنفعة، وقد وردت إلىّ رسائل فى حينها، استغربت هذا الكلام، وقالت الرسائل إن هذه الدول لا تستطيع نفع نفسها، فكيف تنفع القاهرة؟!.. والحقيقة إن دولة كبرى مثل روسيا، وأخرى مثل كوريا، من الممكن أن تعوض مصر عن أية منافع كانت تستفيد بها القاهرة فى السابق، والدول الشرقية فى الأصل تربطها بالقاهرة علاقات أخرى مبنية على الاحترام لا يعرفها إلا قارئو التاريخ الصحيح من خلال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهذه الدول تكن احتراماً كبيراً لمصر، ودخول مصر معها فى تحالفات على مختلف الأصعدة فيه نفع كبير ومصلحة آنية ومستقبلية.