عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

ونحن بصدد تطبيق منظومة جديدة في إطار إصلاح التعليم ، والنظر من جديد في أمر تطوير آليات النظم التربوية ، أرى ضرورة إعداد وتقديم مناهج تربوية جديدة عبر عرض سير حياة رموزنا الوطنية في كل مجالات العطاء الوطني والفكري والثقافي والاجتماعي والإنساني لدعم قيم الانتماء و الوطنية والإبداع الفكري المتجدد والتفكير العلمي والمنهجي ..

لقد كانت فكرة ناجحة في هذا الاتجاه تدريس كتاب « الأيام « وهي المتضمنة السيرة الذاتية لحياة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ، باعتبارة رمزًا إنسانيًا رائعًا للنضال وتجاوز الصعاب وصاحب رؤية وحلم وامتلاك عزيمة لا تلين لتحقيق معالم متكاملة لذلك الحلم وتلك الرؤية للتطبيق وتقديم النموذج الوطني المتكامل للأجيال التالية ..

وأرى أن كتاب « تربية سلامة موسى « هو الآخر ينبغي الالتفات إليه ونحن بصدد وضع آليات دعم النظم التربوية الجديدة ، وذلك لما يطرحه من رؤى وأفكار ومثاليات وقيم صالحة للتطبيق والانتفاع بها ..

عن الكتاب يقول الكاتب « وديع فلسطين « : « ما قرأت في اللغة العربية سيرةً كتبها صاحبها عن نفسه فحالفه فيها توفيق كالتوفيق الذي أصابه الأستاذ سلامه موسى لما سجل أخيراً سيرته وأصدرها في كتاب عنوانه (تربية سلامه موسى). فهو كتاب أصيل فريد يمتاز بالصدق والإخلاص، ويبسط آراء الكاتب وانفعالاته وما استثاره من أحداث، وما استفزه على التفكير، ويرد لأساتذته المفكرين ديناً، ويرشد أبناء الجيل الجديد إلى وسائل الكفاح الذهني وطرق التجاوب بين الإنسان والمجتمع الذي يحيط به.. « .

نعم ، فهو كتاب تلوته مرتين وأرجو أن أتلوه مرتين أخريين على القليل فقد شغل تفكيري ونشط حواسي وأنهض عزيمتي وأرشدني إلى آفاق كان حرياً أن لا أقف عليها. كتاب بدل عندي قيم الأشياء وجعلني أستعير من الطفل رغبته الدائمة في الاستطلاع وإلحاحه المستمر في الاستفهام والسؤال.وكأني بالأستاذ سلامه موسى يريد أن يقول لقرائه: كونوا كونيين. . . إفتحوا أذهانكم لكل جديد. . . لا تعيشوا بعيداً عن الواقع. . . انهلوا من موارد المعرفة غزيراً،. . . قاوموا السلفية والتأخرية والجمود. . . تعصبوا للبشرية عامة. . . آمنوا فبغير الإيمان لا يكون للحياة معنى. . . أطلبوا مزيداً من الحياة لتزدادوا ثقافة واتساع فكر..» .

في مجال تقديره لأهمية البحث العلمي وإعمال العقل يؤكد « سلامة موسى « على أنا نحتاج إلى ثقافة علمية تعم الشعب حتى يترك غيبياته وينزل على قوانين المادة في الزراعة، والصحة، والصناعة، حتى تعمه العقلانية العلمية، فيحل مشكلات الزواج والطلاق، والعائلة، والجريمة، والتربية والسياسة، بأساليب العلم، وليس وفقاً وخضوعاً للتقاليد والعقائد ...

إن هذه النزعة العلمية في الشعب هي التي تحفز على التخصص العلمي، وعلى مكافأة العلميين، والاستماع لهم في نصائحهم وتوصياتهم بشأن الارتقاء المادي لبلادنا».. وهذا الارتقاء المادي - كان في نظره - هو أساس الارتقاء الاجتماعي والثقافي والفني. لم يطلب سلامة موسى، إذن، العلم من أجل العلم، بل كان هدفه هو تحويل العلم إلى ثقافة، وكان همه أن تكون هذه الثقافة جماهيرية.

[email protected]