رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آثار حادث ذبح المدرس الفرنسى على يد شاب مسلم شيشانى استياء قطاعات عريضة من المجتمع الفرنسى والأوروبى وفجر قضية عجز المهاجرين المسلمين فى تلك الدول عن التأقلم والتعايش فيها والاندماج فى مجتمعاتها والالتزام بقوانينها واحترام عاداتها وقيمها ومبادئها، فرغم تمتعهم بحقوق المواطنة الكاملة دون أى تفرقة أو تمييز بينهم وبين مواطنى تلك الدول، إلا أن الأغلبية منهم فضلت الانزواء عن المجتمع والانعزال فى كانتونات منغلقين فيها على انفسهم بعاداتهم ومفاهيمهم وسلوكياتهم التى تختلف عن قيم ومسالك تلك المجتمعات بدعوى الخوف على الدين والمحافظة عليه.

ولكن الحقيقة والواقع ان تلك المجتمعات أحرص منا على قيم الاسلام ومبادئه واخلاقه ويتطابق سلوكهم فى العموم مع صحيح ديننا وان صدقت نوايانا فعلا نحو ديننا فعلينا إعلاؤه بالانخراط فى تلك المجتمعات ومنافسة اهلها فى احترام النظام والقانون والتزام الصدق والامانة والاخلاص فى العمل واتقانه واحترام حقوق الآخرين والمرأة والرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة والسعى للتعلم... إلخ.

ولأن قيمهم الحضارية التى يدينون بها هى ذات القيم التى يدعو ديننا إليها مما يجعل اندماجنا فى حضارتهم وتبارينا معهم فى اعلاء قيمها هو فى نفس الوقت اعلاء لقيم ديننا، أما الصاق الشذوذ والانحراف بالحضارة الغربية والتقدم واغفال كم الانجازات الهائل التى تقدمها للانسانية وننعم نحن باستهلاكها دون المشاركة فى انتاجها مما يلصق بنا وصمات الهمجية والتخلف، وعودة إلى حادث ذبح المدرس الفرنسى الذى خانه التوفيق فى شرحه حرية الرأى لتلاميذه وعرضه بعض الرسومات التى فيها اساءة لرسولنا الكريم وجاء الرد من احد شباب المسلمين بفعل تتبرأ منه جميع الأديان وتشجبه البشرية جمعاء الا وهو نحر ذلك المواطن الفرنسى الانسان مثل الشاه وسط صيحات التهليل والتكبير مما أعطى انطباعا شديد القسوة والبربرية والهمجية عن ملة الفاعل خاصة مع استحسان الكثيرين لما اقترفته يداه فى مجتمع يحترم ويصون حرية الرأى والتعبير فى ظل قوانين تحميه.

ويجب ألا تنسب تلك الأفعال إلى الاسلام الذى هو بريء منها وان نميز بين الاسلام كدين وبين المسلمين كسلوك والذين قد ينحرفوا بسلوكهم ومفاهيمهم كثيرا عن تعاليمه ويسيئون إليه وإلى رسوله بأكثر مما يفعل هؤلاء فلابد ان نميز بين الدين من ناحية وطريقة فهمه وتطبيقه بواسطة المسلمين من جهة أخرى حيث يتجلى ذلك فى خطابهم وينعكس على سلوكهم وطريقة حياتهم ومعاملاتهم التى غالبا ما تعطى صورة سلبية مشوهة خلاف حقيقة ديننا العظيم، فالدفاع الحقيقى عنه يتطلب منا ان نكون سفراء لديننا ونموذج مشرف له نعبر به عن خير أمة أخرجت للناس فعلا وليس قولا والا نعتمد فى ذلك على الخطب الدينية الوعظية الانشائية الفارغة المنفصلة عن الواقع وتطوره، فهؤلاء المهاجرون تركوا أوطانهم سعيا إلى الحرية والرفاهية واحترام حقوق الانسان فى دول متقدمة يرتفع فيها مستوى المعيشة كثيرًا عن مستوى معيشتهم فى الدول القادمين منها.

وهناك العديد من الوسائل المشروعة للرد على الاساءة التى نقدرها اما الرد بالذبح فهو اقسى درجات البربرية والتوحش المرفوضين تماما فى تلك المجتمعات، وان رسولنا الكريم سيد الخلق أجمعين وسيرته العطرة اكبر وأعظم من أى رسومات أو تجاوزات تافهة وعظمة ديننا تتجلى وتظهر فى تعاملاتنا وسلوكنا مع الآخرين فبأيدينا نحن نعز أدياننا أو ننزلها وليس بأيد الآخرين مهما فعلوا.

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة