هموم مصرية
ويتفاعل الشعراء أكثر وأكثر مع كلمات محمود حسن اسماعيل وغناء نجاح سلام وألحان السنباطي
أنا النيل مقبرة للغزاة..
أنا الشعب نارى تبيد الطعاة..
أنا الموت فى كل شبر إذا
عدوك يا مصر لاحت خطاه
ولا تتوقف فايدة كامل.. بل وبمجرد تحقق النصر نجدها ترد كلمات حيرم الغمراوى وألحان محمود الشريف
عاد السلام يا نيل
بعد الكفاح المجيد
يا شعب حر أصيل
خلِ السلاح فى الإيد
افرح وكبر
وابنى وعمر
عاد السلام يا نيل..
ولكن النشيد الذى أصبح على كل لسان كان هو أبرز أناشيد المعركة.. بل أصبح عبارة عن «مارش المعركة»
وهو نشيد الله أكبر من كلمات عبدالله شمس الدين وألحان الشريف، ويقول:
الله أكبر فوق كيد المعتدي
والله للمظلوم خير مؤيد
أنا باليقين وبالسلاح سأفتدى
بلدى ونور الحق يسطع فى يدي..
وتمضى كلمات هذا النشيد إلى أن يقول:
قولوا معى الويل للمستعمر
والله فوق الغادر المتجبر.
الله أكبر يا بلادى كبري
وخذى بناصية المغير ودمري
وامضى فإن الله فوق المغيري.
وكان هذا النشيد هو أيقونة معركة تأميم قناة السويس وأصبح الشعب كله يردده فى الشوارع وفى ميادين القتال.
وتتحول بورسعيد إلى أغنية على لسان مصر كلها وهى تردد كلمات محمد التهامى وغناء عزت الجاهلي
قسماً بشعبك يابورسعيد
قسماً بموقفك المجيد
ذلك أن شعب بورسعيد الذى تحمل العبء الأكبر فى المعركة لم يهنأ أو يهدأ.. وما إن يتحقق النصر حتى تشدو أم كلثوم بكلمات صلاح جاهين:
والله زمان يا سلاحي
اشتقت لك فى كفاحي
انطق وقول أنا صاحي
ياحرب والله زمان
هموا وضموا الصفوف
شيلوا الحياة على الكفوف
ياما العدو راح يشوف
منكم فى نار الميدان
ولذلك ماإن توقف العدوان الثلاثى حتى انطلق شباب مصر
يعيدون بناء المدينة الباسلة بورسعيد وكان لى شرف الاشتراك فى معركة إعادة البناء.. كما كان لى شرف المشاركة فى حمل السلاح خلال أيام المعركة..
حقاً.. أحيت المعركة حماس الشعب، كل الشعب وأصبحت بورسعيد رمزاً لنضال كل الشعوب المحبة للنضال ولذلك لا عجب أن أصبحت نموذجاً حياً للدول من أجل استقلالها. وهنا نتساءل: أين الشعر والشعراء الآن ومصر تخوض معركة لا تقل شراسة عن معركة بورسعيد نقول ذلك لأن معركة بناء الوطن التى تجرى الآن لا تقل عن أى معركة لأن الشعب أيقن أن هدف تدمير مصر لم يتغير.. ولذلك فإن أى هجوم على مصر الآن هدفه منع اعادة بناء الأوطان.. لأنه فى الوقت الذى يتحقق فيه اعادة البناء.. لن تجرؤ أى قوة على الاقتراب ومحاولة سرقة قوت الشعب.
نقول ذلك بمناسبة أننا نعيش الآن أجواء معركة بورسعيد ونضال شعب مصر كله.
عباس الطرابيلي