رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

ليس الأسد من يقف فى الصحراء ويقول اننى أسد، ولكن الأسد الحقيقى من لم تأكله الذئاب، فمن لم يذد عن حوضه بسلاحه يُهدم ومن لا يظلم الناس يُظلم، أى أنه من لم يدفع عن نفسه الظُلم يُظلم، هذه هى معادلة القوة فلابد من إعداد القوة ما استطعنا إلى ذلك سبيلًا وذلك للذود على الوطن وحمايته والمقصود بالقوة هنا هى القوة الشاملة من الناحية العلمية والثقافية والاقتصادية والعسكرية والسياسية، وهكذا فإن الأسد الحقيقى هو من يقف فى مواجهة الصعاب ويدافع عن عرينه مهما كانت التحديات.

ولنا فى التاريخ عبرة فمنذ ما يقرب من نص قرن من الزمان ومصر تكتوى بنار المحنة التى واجهتها فى 1967 وأضلعها تكاد تطبق على أنفاسها من شدة الصدمة التى واجهتها وتكاد تشعر بماء القناة يتلاطم بالشاطئ الشرقى للقناة وكأنه يعبر عن حزنه العميق لاحتلال جزء غالٍ من أرض الوطن وهى أرض الفيروز سيناء، وتحرك الزمان بتثاقل شديد وكأن الأرض فرت من ثوانيها لأنها أيام أحمالها ثقيلة، ومات عبدالناصر وتولى السلطة بعده السادات وعند تقديره للموقف فقد كانت رؤيته أن 99% من أوراق اللعبة من يد أمريكا، هذا ما يبدو من المشهد ولكن الحقيقة تقول إن الموقف لم يتحرك على الأرض الا عندما تحركت الأسود من غرب القناة لمهاجمة الذئاب المفترسة شرق القناة وتحقق لنا ما أردناه من نصر وتحرير الأرض وتحقيق السلام.

وهناك عبرة أخرى من التاريخ مع بداية العام 2011 عندما هبت رياح عاتية وعواصف شديدة وكأنها تسونامى ما يسمى بالربيع العربى لكى تحطم الدولة الوطنية وتقيم دولتها على أنقاضها لصالح قوى الارهاب والمتحالفة مع قوى الشر العالمية فى المنطقة واستطاعت هذه القوى فى غفلة من الزمن أن تقبض على السلطة حتي 30 يونيو 2013، وعندما تحرك الشعب بكل قواه أعاد الامر إلى نصابه وتخلص إلى غير رجعة من هذه القوى الشريرة التى أرادت أن تعصف بالدولة الوطنية، ولم يكن فى مقدور أحد مهما كانت قوته أن يقف أمام هذا الطوفان الذى حمل فى طياته ثلاث موجات عاتية، موجة داخلية وأخرى اقليمية وثالثة عالمية، الا أن الشعب خرج عن بكرة أبيه بكل طوائفه وأسقط هذا المخطط الشيطانى وسانده فى ذلك جيش مصر العظيم وهذا هو المشهد الذى نراه عبر السنين شعب أبى يسانده جيش قوى لمواجهة كيد الاعداء.

إننا اليوم نواجه العديد من التحديات الجسام على كل المستويات وفى كل الاتجاهات والأمر يحتاج منا إلى الاصطفاف وكأننا بنيان مرصوص يشد بعضه بعضًا ومهما كان من تغيرات اقليمية وعالمية قد تبدو أنها غير مواتية الا أن التاريخ يذكرنا أن أوراق اللعبة فى أيدينا نحن وليست بأيدى غيرنا شريطة أن نتحد على قلب رجل واحد وهنا لا يمكن لأية قوى مهما كان جبروتها أو عنفوانها أن تواجه هذا الاصطفاف الوطنى.

إن التاريخ يذكرنا أيضا أنه مهما كانت قوى الشرعاتية فإنها لا تستطيع أن تواجه إرادة الشعوب التى تكافح من أجل المحافظة على هويتها وعلى حقوقها وثرواتها، فالشعوب إذا أرادت الحياة فلابد أن يستجيب القدر ولابد للقيد أن ينكسر ولابد لليل أن ينجلى. هـــذه هى مــعــادلة الــقـوة.