عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

 

منذ أيام معدودات وأثناء سيرى فى شارع صلاح سالم أشهر شوارع المحروسة، وجدت العجب العجاب، رأيتُ توكتوك بلا أرقام مرخصة ويقوده طفل ويسير عكس الاتجاه، نعم لا تتعجب، فهذا يحدث فى واحد من أكبر شوارع الجمهورية.

تحدثت كثيرا من قبل أنا وغيرى عن مشكلات التوكتوك ومخاطره السلبية سواء من الناحية الأمنية أو من ناحية السلامة وحفظ الأرواح أو من ناحية المخالفات المرورية أو حتى من ناحية المخالفات السلوكية الفظة والعنيفة لسائقى هذه المركبة العجيبة.

فمن ناحية السلامة وحفظ الأرواح، فالتوكتوك، عربة ضعيفة الهيكل والبنية وليس لها أبواب، ولا أحزمة أمان، فالمواصفات القياسية المتعلقة بالسلامة والحفاظ على حياة الأفراد معدومة هنا، ولم يتم مراعاتها فى تصنيعه أو فى الموافقة على استيراده وتمريره فى السوق المصرية.

ومن الناحية الأمنية، هو أيضا غير مطابق بالمرة خاصة أنه مازال هناك حتى الآن، الآلاف من مركبات التوكتوك المجهولة والتى لا تُعلق لوحات معدنية وبالتالى صعوبة التوصل إلى سائقى وأصحاب تلك المركبات، ناهيك عن انتشار الحوادث بكثرة لاستخدام التوكتوك.

أما من ناحية المخالفات المرورية فَحدِّث ولا حرج، فكُلنا شاهدنا كم المخالفات المرورية الفجة والتى يقوم بها سائقو التكاتك ضاربين عرض الحائط بكل قوانين المرور وقواعد المنطق السليم، فكيف لطفل أن يقود مركبة أيّا ما كان نوعها؟ أضف إلى ذلك ظاهرة السير عكس الاتجاه فى شوارع حية ومزدحمة جدًا، وفى أوقات الذروة، وهذا كفيل بافتعال اختناقات مرورية وحوادث عدة.

أما من ناحية المخالفات السلوكية الفظة والعنيفة، فكل ما ذكرت من آثار سلبية سابقًا فى جانب، والممارسات السلوكية فى جانب آخر، فقد شاهدنا جميعًا ممارسات سلوكية تتسم بالاستهتار بسلامة الناس والاستنطاع والبلطجة والاستفزاز.

وطرحت حلا فى إحدى مقالاتى السابقة منذ عامين يتمثل فى الإسراع فى توفير بديل للتوكتوك آمن وبسعر التكلفة وبصناعة مصرية عدا الموتور وبالطبع مرخص وأتذكر أن الحكومة من شهور قليلة قد طرحت هذا البديل إعلاميا كأحد البدائل لحل تلك المعضلة، لكن على أرض الواقع لم ينفذ أى شيء.

وحتى وإن استغرقت عملية الإحلال وقتا وجهدا من أجل تطبيقها فعلى الأقل يجب منعهم وبسرعة من السير على الطرق السريعة والكبارى والشوارع الرئيسية ولا أجد فى ذلك أية صعوبة.

ولا أفهم لماذا التوكتوك حتى الآن مسكوت عنه، غير مسيطر عليه، يرتع ويلهو فى شوارع القاهرة ذهابا وإيابا ويسير عكس اتجاه السير بلا ضابط أو رقيب ضاربا بكل القوانين عرض الحائط ولا يعترض طريقه أحد؟

فى البداية كنت أراه وبكثرة فى شارع صلاح سالم وعلى مرأى ومسمع من شرطى المرور ولكن وبعد نجاحه فى خرق القوانين وإثبات وجوده فى واحد من أكبر شوارع الجمهورية بلا مانع أو رقيب، تراه بدأ فى تطوير ممارساته السلبية المستفزة وفرضها علينا شئنا أم أبينا فبدأ فى عرض مهاراته الجهنمية فى السير عكس الاتجاه ومراوغة السيارات فى الاتجاه المقابل مع سرعة غريبة.

وإن تحلّت الإدارة العامة للمرور بالصبر فى التعامل مع عربات التوكتوك ذات الثلاث عجلات أو بتفسير أدق فشلت فى ضبط أمور التوكتوك وتطبيق القانون عليهم كما يطبق علينا، فنحن المواطنين قد ضقنا بهم ذرعا ولم نعد نقوى على التحمل ولم نعد نطيق هذا الوضع المستفز بل والخطير لأنه وبمنتهى البساطة يمس حياتنا ويتعلق بأمننا وسلامتنا على الطرق، ولا حتى نستطيع ملاحقتهم بالقانون لعدم حملهم أي ترخيص فمركبتهم لا تحمل أرقاما، فلا تضطرونا للتعامل معهم، وأنفذوا القانون علينا وعليهم.

لماذا يُطبق علينا نحن المواطنين المسالمين القوانين ونلتزم بها بكل حذافيرها وحتى وإن لم نلتزم يتم توقيع الغرامات وسحب الرخص منا ولا يتم بالمثل تطبيق القانون على هؤلاء؟ أين العدالة؟ أين المساواة؟.

أليس من حقنا نحن الملتزمين والمسالمين والمُسددين لكل مخالفاتنا المرورية–إن وُجدت- أن نمشى فى شارع منضبط مروريا وأن نسير آمنين غير خائفين من تهور طفل يقود مركبة غير مرخصة ويسير فى عكس الاتجاه؟

لم لا يطبق القانون على الجميع؟

[email protected]