هموم مصرية
أكاد أرى أسد فوه ومطوبس ودسوق - بكفر الشيخ - متربعاً فى عرينه يدافع عن أحلام ومطالب أبناء الدائرة التى يمثلها من سنوات عديدة وعرينه دائماً هو مقعده تحت قبة البرلمان.. ذلكم هو النائب الشاب محمد عبدالعليم داود.. وهو فعلاً أسد الدلتا، الذى لم يصمت أبداً تحت القبة، والذى كان ينتفض دوماً دفاعاً عن أبناء دائرته بل، وفى مقدمة المدافعين عن الدائرة الأكبر التى هى «مصر».
وأسد فوه ومطوبس ودسوق شخصية تستحق الدراسة، ربما لأننى أراه من أفضل نواب البرلمان فى نصف القرن الأخير.. ولا أراه إلا نائباً متحفزاً، وأستبعد أنه غاب يوماً عن المجلس، أو لم يحضر أو استأذن لجلسة واحدة، ولو لعذر صحى.. بل لا أعرف أنه حضر إحدى الجلسات دون إعداد مسبق لأى قضية شعبية، فهو نعم النائب «الجاهز» وهو بذلك يضرب مثلاً طيباً لما يجب أن يكون عليه نواب البرلمان.
ولقد عرفت الشاب محمد عبدالعليم داود منذ عمل معنا فى جريدة "الوفد" عندما جاء شاباً يحلم بأبناء دائرته.. وكان يحرص - وهو بعد فى بدايات عمله الصحفى - على أن يذهب أسبوعياً ليلتقى بأبناء دائرته فى فوه ومطوبس، مدافعاً عنهم، حتى ولو كان طلباً لشاب مثله يحتاج إلى أى خدمة.. حتى إننى أتخيل أنه فعلاً من ينطبق عليه اسم أو صفة ابن الدائرة.. وهو النائب الذى لم يبتعد لحظة عنهم بل يكاد يعرف كل واحد منهم، حتى فى مجاهل القرى المنعزلة عن أى خدمات، فكان هو صوتهم وصوت كل قرية.
وقد خاض معارك شديدة الشراسة، ولم أره - كغيره - إما غائباً عن القبة، أو نائماً داخل الجلسة، أو مصفقاً مهادناً بل كان دائماً يسن أسنانه ويظهر أظافره إذا وجد من يحاول النيل من دائرته، بسوء.. ولم يكن يهوى كلمات المديح.. بل كان نموذجاً لما يجب أن يكون عليه النائب المحترم.. ولهذا لم أجد أى غرابة عندما حصل على أكثر من 54 ألف صوت ومتقدماً على من يليه من المرشحين بعشرات الألوف من الأصوات.. وكثيراً ما صفقت له وهو ينتفض - تحت القبة - مدافعاً عن حق أى صوت فى دائرته.. وتخيلته الأسد الجسور ويذكرنى بأقطاب المعارضة من أمثال المستشار ممتاز نصار وعلى سلامة وطلعت رسلان، وهم ثلاثى أول برلمان يشترك فيه الوفد بعد عودته للعمل البرلمانى والسياسى.
ومحمد عبدالعليم داود انتصر فى كل معاركه، حتى الصحية، ويتخيل من كان يتتبع معاركه أن هناك طاقماً كاملاً يقف وراءه، يعد له معاركه البرلمانية ويحسن تجهيز أى ملف.. وأثق تماماً أن كل هذه الأصوات - من أبناء دائرته - سوف تقف وراءه فى معركة الإعادة.. لأسباب عديدة، هو أنه لا يعرف أسلوب الرشاوى الانتخابية.. فهو ليس ممن يملكون مثل كل أبناء دائرته.. وليس من رجال الأعمال، ولكنه يعرف كيف يخدم أبناء دائرته ولذلك يدعمونه، وأراه آخر النواب المحترمين الذين يجب أن يمثلوا الأمة تحت القبة.
< وإذا="" كان="" بعض="" النواب="" السابقين="" قد="" آثروا="" السلامة="" وابتعدوا="" عن="" المعركة="" الآن..="" فإن="" هذا="" النائب،="" صمم="" أن="" يدخل="" المعركة="" واثقاً="" من="" وفاء="" أهل="" دائرته="" له="" وهذا="" الوفاء="" هو="" الذى="" سيدفع="" به="" -="" من="" جديد="" -="" إلى="" قبة="">