رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ظل التقدم العلمى والتكنولوجى الهائل فى جميع المجالات والتحول العالمى الى الرقمنة والريبوت يستدعى الأمر تطور مفاهيمنا حول التعليم من حيث انه مرتبط بمرحلة عمرية معينة، وان الغرض منه هوالحصول على اى شهادة للعمل فى اى مجال حسب المتاح بغض النظر عن نوع الدراسة اوالخبرة او حتى الميول مما تتحول به العملية التعليمية الى عملية عبثية لا تجدى ولا تنفع.

فيجب علينا تعديل اهدافنا من التعليم ومن المهارات التى ينميها حاليا وهى الحفظ والتلقين الى الفهم والاستنتاج والتركيز على العلوم الطبيعية والرياضيات فيجب الا يكون التعليم عبارة عن مقرر بعينة ويلخص الى نقاط اورؤوس موضوعات يحفظها الدارس لكى ينجح فقط فلا يكون فى جعبته الا نقاط مبعثرة  وليس منهج للبحث العلمى فيجب ان يكون هدف التعليم اكتساب الدارسين للنظرة العلمية يستخلصونها مما درسوه من مقررات فى سياق تنتظم فيه الروابط بين الاسباب والنتائج ليكون منهجا لهم فى حياتهم العامة ثقافية اوسياسية اواجتماعية فنجد الكثير من المتعلمين ينظرون الى الامور بنفس نظرة الجهلاء، حيث لا موضوعية ولا منطق ويتناولون الافكار والمقولات بما يتواتر عنها دون تدقيق اوتمحيص لها لافتقادهم المنهج والعقل الناقد.

 فليس المطلوب منا تغيير الجذور التعليمية الممثلة فى المقررات فحسب ولكن تغيير البذور نفسها فقد ينسى الدارس المقررات المدروسة فلا يبقى منها حرف واحد اما النظرة العلمية المستفادة فهى تدوم ما دام الدارس حيا سمة من سمات شخصيته وكيانه،  فالتدريب على النظرة العلمية فى اطارها العام فى كل ما يصادفنا من مواقف ومشكلات خاصة اوعامة على حد سواء يرقى بالانسان،  حيث ان غياب النظرة العلمية يؤدى الى ان تحل محلها نظرة اخرى تنبنى على ما هو اعمق جذورا فى فطرة الانسان الا وهى لجوء الانسان الى ما تمليه عليه غرائزه وعواطفه وانفعالاته وسائر ما هو مزود به بحكم طبيعته الانسانية والحيوانية معا،  اى يندفع ويمتنع دون سند من منطق اوعقل.

وحيث ان الحواس هى وسيلتنا لتلقى العلم والمعرفة فيجب تدريبها على التدقيق فى تفصيلات اى موضوع مقارنة وتحليلا،  فلا تترك الاعين والاذان عندنا لتتلقى فى العملية التعليمية ما سوف تتلقاه دون دخل لارادة المتلقى المتعمدة للتدقيق فى تفصيلات ما قد وقع من تلقاء نفسه على الاسماع والابصار بهدوء ودون نقد اوتحليل.

فيجب الا نحصر المناهج الجديدة فى مجالها الاكاديمى اوالمهنى وحدة فقط بل نجاوز بها تلك الحدود لتكون عمادا من عمد منظورنا الفكرى بصفة عامة فالتغلب على القصور الحالى مرهون بدرب جديد من التعليم فى مدارسنا وجامعاتنا ننقل به الى الدارس مادة علمية ومنهجها بحيث يتشرب مع العلم طريقته فحتى لو انسته شواغل الحياة الموضوع العلمى الذى درسه بقى له منهج النظر يستخدمه فى شتى مجالات الحياة التى تتطلب فكرا منهجيا يتلاءم مع جوالعصر.

كما يجب ان يمتد طموحنا الى استمرار العملية التعليمية اللازمة لتنمية الفرد طوال حياته سواء بالطرق المباشرة اوغير المباشرة وبالتعليم النظامى اوالمنتسب والموازى والمكمل فى جميع مراحل العمر منذ الطفولة والى الكبر بحيث يكون التعليم مرادفا للحياة وتطوراتها فيركز التعليم على تعلم المهارات وبناء القدرات العقلية للانسان وممارسة التفكير النقدى الخلاق والحوار المبنى على التحليل والاستنباط بما يتطلب الماما اساسيا بمفردات العلم والمعرفة بشكل تنمحى فيه الحدود الفاصلة بين التعليم والحياة.

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة