رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

بدأت الزعامة الحقيقية للرئيس عبدالناصر حين - أو ساعة - صعد على منبر الجامع الأزهر يخطب فى الأمة أن مصر ستحارب وتتصدى للعدوان، بعد أن فرضت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل عليها القتال دفاعا ليس عن منطقة القناة فقط ولكن عن الوطن كله.. وتعرضت مدينة بورسعيد إلى هجوم رهيب من الجو والبحر نتج عنه تدمير معظم مبانى المدينة بعد أن صبت عليها قوات بريطانيا وفرنسا أعنف قصف جوى - بحرى استمر عدة أيام بلياليها.. وصمد أبناء بورسعيد يواجهون قوات الغزو التى هبطت عليها من الجو.. ومن البحر حتى لم يعد باقيا من مبانيها.. مبنى واحد.. كان الهدف أن تصبح بورسعيد عبرة لكل من يتصدى للغزو.

وإذا كانت الحكومة المصرية خاضت معركة سياسية دولية رهيبة فى الأمم المتحدة حتى وقفت معظم هذه الدول رافضة لهذا الغزو فإن الفضل فى هذا يعود إلى صمود أبناء بورسعيد وكان للراحل الكبير مصطفى شردى أن صور بكاميرته كل الدمار الذى نزل بالمدينة وأهلها، وأسرع - عبر بحيرة المنزلة - إلى دار أخبار اليوم فى القاهرة وقدم مئات الصور التى أصبحت وثيقة تدين الدول الثلاث.. وحمل العظيم مصطفى أمين كل هذه الصور إلى الرئيس عبدالناصر التى تدين المجرمين وهنا كلفه عبدالناصر بالطيران إلى بيروت ثم إلى لندن ونيويورك لينشر على العالم الصور التى تكشف الجريمة التى تعرضت لها بورسعيد.

< وساهمت="" هذه="" الصور="" -="" الوثيقة="" -="" فى="" تحريك="" المجتمع="" الدولى="" نحو="" إجبار="" دول="" العدوان="" الثلاثى="" على="" الانسحاب،="" وبفضل="" صمود="" المدينة="" الباسلة="" بورسعيد،="" وقف="" الشعب="" المصرى="" كله="" جبهة="" واحدة،="" وتم="" إجبار="" بريطانيا="" وفرنسا="" على="" الانسحاب="" من="" منطقة="" القناة="" فى="" ديسمبر="" 1956="" وإجبار="" إسرائيل="" على="" الانسحاب="" من="" سيناء="" فى="" مارس="" 1957،="" وهكذا="" تم="" إفشال="" هذا="" العدوان="" الثلاثى="" لتصبح="" مصر="" قاعدة="" للنضال="" الشعبى="" ضد="" الاستعمار،="" ويصبح="" عبدالناصر="" بطلا="" شعبيا..="" وكان="" من="" أهم="" أهداف="" هذا="" العدوان="" القضاء="" على="" جمال="" عبدالناصر="" وإجهاض="" قيادته="" لنضال="" الدول="" الساعية="" إلى="">

< وأصبح="" هذا="" الجلاء="" عيدا="" جديدا="" لمصر="" وظلت="" مصر="" تحتفل="" به="" رمزا="" لهزيمتنا="" للدول="" الثلاث..="" وكان="" ذلك="" أيضا="" رمزا="" للجلاء="" تحتفل="" به="" مصر="" إلى="" أن="" وقعت="" كارثة="" يونية="" 1967="" وتقع="" سيناء="" كلها="" تحت="" الاحتلال="">

لذلك بفضل شجاعة الرئيس السادات وقيادته لحرب أكتوبر 1973، أصبحنا نحتفل بانتصار الجيش المصرى على إسرائيل فى هذه الحرب.. ولكننا للأسف لم نعد نحتفل بانتصارنا على دول العدوان الثلاثى.. وإن ظلت مدينة بورسعيد تعتبر يوم 23 ديسمبر 1956 عيدها القومى. كما تحتفل السويس بذكرى صمودها أمام محاولة إسرائيل احتلال المدينة فى حرب 1973.

حقاً عاش جيلنا الحروب وراء الحروب دفاعاً عن الوطن.