رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

ومازلنا فى جو الانتخابات البرلمانية والمقالب التى وقعت خلالها.. وللأسف كانت الديمقراطية هى الضحية..

ففى أول انتخابات بعد اصدار دستور 1923 الذى كان وجاء نتيجة لثورة 19 تسببت الديمقراطية فى سقوط أبوالديمقراطية الحقيقية فى مصر.. هو أحمد لطفى السيد قطب حزب الأحرار الدستوريين ورئيس تحرير الجريدة.. جريدة هذا الحزب الذى نشأ هو أيضًا من رحم ثورة 19.

فقد أشاع أحد خصوم استاذ الجيل أحمد لطفى السيد أنه يؤمن، وينادى بحق الرجل فى أن يتزوج أكثر من مرة. دون تحديد.. وأيضًا يرى ـ ما دام الرجل يتمتع بهذا الحق ـ أن الزوجة أيضًا من حقها أن تتزوج أكثر من واحد، فى نفس الوقت.. وأشاع هذا السياسى أن هذا هو ما يراه أحمد لطفى السيد .. وقال لرجاله: اسألوا لطفى السيد جملة واحدة، هى: هل انت ديمقراطى.. فإذا أجاب بنعم فهذا يعنى أنه يؤيد تعدد أزواج الزوجة.

< وفى="" سرادق="" انتخابى="" وبينما="" لطفى="" السيد="" مندمج="" فى="" إلقاء="" خطابه="" وقف="" أحد="" الناخبين="" وسأله="" سؤالاً="" واحدًا="" هو="" «هل="" أنت="" ديمقراطى»="" هنا="" انبرى="" استاذ="" الجيل="" يتحدث="" ويشرح="" ما="" هى="" الديمقراطية..="" دون="" أن="" يعى="" الفخ="" الذى="" أعد="" له..="" ورد="" لطفى="" السيد="" ـ="" وهو="" من="" أبرز="" المثقفين="" المصريين="" وأول="" مدير="" للجامعة="" المصرية..="" وقال="" بكل="" حزم:="" نعم="" أنا="" ديمقراطى..="" فصرخ="" السائل="" قائلاً:="" استغفر="" الله="" العظيم="" ـ="" وشاع="" فى="" الدائرة="" أن="" لطفى="" السيد="" ـ="" هذا="" الديمقراطى="" الأكبر="" فى="" مصر ="" يؤيد="" تعدد="" أزواج="" الزوجة،="" وهذا="" بالطبع="" ضد="" مبادئ="" الاسلام="" الاساسية="" وأمام="" صناديق="" التصويت..="" ابتعد="" الناس="" عنها="" وهم="" يقولون="" كيف="" ننتخب="" رجلاً="" يخالف="" الشريعة="" الاسلامية="" وكانت="" النتيجة="" أن="" سقط="" لطفى="" السيد="" فى="" أول="" انتخابات="" نيابية="" تجرى="" فى="" مصر="" على="" مبادئ="" دستور="" 1923.="" وراح="" لطفى="" السيد="" ضحية="" خبث="" وذكاء="" منافسة="" فى="" المعركة="">

< ولكنهم="" يقولون="" إن="" السياسة="" بلا="" أخلاق،="" وضاعت="" فرحة="" لطفى="" السيد="" الذى="" من="" أهم="" كتبه="" كتابه="" عن="" الاخلاق!!="" وبلا="" شك="" كان="" لطفى="" السيد="" هو="" أكبر="" سياسى="" مصرى="" مثقف="" ولهذا="" حصل="" على="" أكبر="" لقب="" علمى="" مصرى="" هو="" أستاذ="" الجيل..="" وكان="" هو="" من="" وقف="" وراء="" طه="" حسين="" ليحصل="" على="" الدكتوراه="" فى="" الأدب="" من="" أشهر="" جامعات="">

ولطفى السيد هذا ـ وبسبب مبادئ الديمقراطية هذه ـ رشحه الضباط الأحرار عند إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية فى يونية 1953، لكى يصبح أول رئيس للجمهورية الوليدة فى مصر.. ونسى الضباط الأحرار أن هذا الرجل العظيم راح ضحية مبادئ الديمقراطية.. ولكن السبب كان هو تفشى «الأمية السياسية» فى مصر وقتها مع ارتفاع نسبة الأمية بين المصريين إذ لم تكن نسبة من يعرف القراءة والكتابة إلا حوالى ثلث عدد السكان.