هموم مصرية
قرار الدولة بمضاعفة علاوات وبدلات المعلمين، الذى يكلف الميزانية العامة للدولة ملايين وربما مليارات الجنيهات، هل يكفى لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية، المعروفة على لسان التلاميذ باسم «السناتر»؟! وربما يقنع «بعض» المعلمين الذين يسعون إلى اللقمة الحلال.. بالتوقف عن هذه الدروس.. ولكن غالبية المعلمين لن يقنعوا.. وبالذات معلمو الفيزياء والأحياء والرياضيات.. واللغات الأجنبية حيث الحصة الواحدة تحسب بمئات الجنيهات.. وربنا يرحم أول درس خصوصى أخذته عام 1950- فى الرياضيات- وكانت الحصة بخمسة قروش!!
ومن المؤكد أن كثيراً من المعلمين لن يكتفوا بهذه العلاوة التى قررتها لهم الدولة.. ولذلك سوف يواصلون حكايات السناتر والدروس الخصوصية، وربما تتحول إلى «مراكز سرية» لتقديم الدروس بعيداً عن عيون الدولة، وبالتالى لا نعرف ماذا ستفعل الدولة مع هذه النوعية.. ذلك أن أولياء الأمور أيضاً مشاركون فى هذه الجريمة وتابعوا درجات الثانوية العامة والحد الأدنى للالتحاق بكليات القمة.. وهم هنا معذورون.. لأن مصلحة أولادهم هى أهم ما يتحركون لتحقيقها..
< وأتذكر="" أنه="" زمان-="" ومن="" خمسين="" سنة-="" كان="" حلم="" المدرس،="" أى="" مدرس،="" أن="" يدرج="" اسمه="" فى="" كشوف="" المدرسين="" المعارين="" للدول="" العربية="" «الغنية»="" وبالذات="" السعودية="" ودول="" الخليج="" وليبيا..="" أملاً="" فى="" أن="" يحصلوا="" على="" دخل="" كبير="" من="" هذه="" الإعارة..="" ولكن="" بعد="" فترة="" وبعد="" أن="" أصبح="" المدرس="" يحصل="" على="" دخل="" أكبر="" من="" دخل="" «الإعارة»="" لم="" يعد="" المدرس="" للمواد="" المهمة="" مثل="" الرياضيات="" والعلوم="" يلهث="" وراء="" طلب="">
وأتذكر أن أحد أقربائى جاءته إعارة فى منتصف السبعينات للعمل مدرساً بدولة الإمارات.. ولما وصل إلى أبوظبى وعرف قيمة الراتب الذى سيحصل عليه من هذه الإعارة.. قرر العودة إلى مصر، ولم يمضِ على وصوله إلى أبوظبى إلا ثلاثة أيام.. ومن المؤكد أنه حسب دخله من مرتب الإعارة.. مع دخله من الدروس الخصوصية داخل مصر.. ولذلك كان قراره برفض الإعارة والعودة فوراً إلى مصر.. وكان هذا القريب مدرساً للغة الإنجليزية!! وقد كان!
< وبالذات="" عندما="" عرف="" أن="" دولة="" الإمارات="" تمنع="" الدروس="" الخصوصية="" وأنه="" لن="" يحصل="" على="" أى="" عائد-="" غير="" مرتب="" الإعارة-="" وعاد="" إلى="" مصر="" على="" أول="">
وأرى- أنه رغم مضاعفة البدلات للمدرسين- فإن معظم المعلمين لن يكتفوا بهذه الزيادات.. وسوف يواصلون العمل داخل هذه السناتر، هنا هل تفكر الدولة فى تكوين فرق شرطة لمطاردة رجال السناتر.. على غرار شرطة التموين أو شرطة السكة الحديد.. خصوصاً أن الدولة أخذت تطارد هذه السناتر المنتشرة، ولو تحت السلم.
< إن="" دخل="" المعلم="" الواحد="" من="" أى="" مادة="" فى="" الأسبوع="" أعلى="" كثيراً="" من="" مرتب="" المعلم="" ربما="" لعدة="" شهور..="" فهل="" نرى="" لعبة="" القط="" والفأر="" الآن="" بين="" الدولة="" وأصحاب="" ومعلمى="" هذه="">