هموم مصرية
بعد التقسيمات الجغرافية الأخيرة، للدوائر الانتخابية، زادت الأعباء والتكاليف على أى مرشح فردى لإحدى الدوائر.. فإذا كانت التكاليف المالية، زمان.. تقتصر على الإعلانات صغيرة وكبيرة، فى الشوارع وأماكن التجمعات السكانية، والأسواق.. وأيضاً على جولات المرشح ليلتقى بالناس حيث هم.. حتى كنا نشاهد جولات انتخابية بالطبل والزمر البلدي، أو حتى اقامة السرادقات فى المناطق كثيفة الأصوات.. كل ذلك تغير.. ولم تعد لكل هذه الوسائل نفس ما كان لها من قوة، فى أى انتخابات سابقة..
ذلك أن المرشح ـ مهما كانت امكاناته المالية لم تعد قليلة ـ بل أصبحت تحسب بملايين الجنيهات. وحتى المؤتمرات الانتخابية إذا اتخذها المرشح وسيلة لتقديم نفسه للناخبين، فإن عليه الا ينسى منطقة أو حياً من الإحياء حتى لا يعتبر أبناء تلك المنطقة نوعاً من تجاهل المرشح لأبنائها.. فيسقطوه من حساباتهم، عند التصويت..
< وحتى="" ما="" كان="" يتحمله="" المرشح="" ـ="" فى="" السابق="" ـ="" من="" تقديم="" بعض="" الخدمات="" لأبناء="" الدائرة="" أصبح="" ذلك="" الآن="" عبئاً="" مالياً="" لا="" يحتمله="" حتى="" أغنياء="" المرشحين="" وكان="" المرشح="" أحياناً="" يلجأ="" فى="" السابق="" الى ="" تقديم="" بعض="" المساعدات="" لأبناء="" هذا="" الحي،="" أو="" غيره..="" أصبح="" ذلك="" الآن="" مستحيلاً="" بسبب="" اتساع="" مساحة="" الدائرة ="" الانتخابية،="" حتى="" ولو="" كانت="" بعض="" كراتين="" السكر="" والزيت="" والمكرونة="" ـ="" ولفة="" اللحمة..="" فهذه="" الآن="" تحسب="" بالملايين.. ="" والسبب="" اتساع="" الدائرة="" أيضاً="" قضت="" التقسيمات="" الأخيرة="" للدوائر="" على="" فكرة="" شراء="" المرشح="" للأصوات..="" كل="" ذلك="" تغير..="" أو="" لم="" يعد="" ذلك="" ممكناً="" إلا="" لرجال ="" الأعمال="" والأثرياء..="" أو="" الباحثين="" عن="" الحصانة="" أو="" الوجاهة="" البرلمانية..="" وما="" أكثر="" طالبى="" النيابة="" الذين="" يحلمون=""> >
< ويرى="" البعض="" أن="" هذه="" التقسيمات="" الأخيرة="" للدوائر="" محاولة="" لكسر="" فكرة="" «ابن="" الدائرة»="" الذى="" يعرفه="" كل="" أبنائها.. ="" وهذه="" الانتخابات="" زمان="" كانت="" تعتمد="" على="" هذا="" الشعار="" أى="" على="" العصبيات="" وبالذات="" فى="" مدن="" ومراكز="" الصعيد..="" اذ="" تذوب="" الآن="" هذه="" العصبيات="" فى="" الصعيد="" لأن="" أى="" مرشح="" ـ="" وحسب="" عصبيته="" ـ="" لم="" يعد="" يكفيه="" الاعتماد="" على="" أصوات="" مؤيديه="" من="" هذه="" العصبيات.. ="" وبالتالى="" لابد="" أن="" يصبح="" المرشح،="" مرشحاً="" للأمة="" نفسها،="" وليس="" العصبيات. ="" فهل="" ذلك="" من="" أهداف="" هذه="" التقاسيم="" فى="" الدوائر.="" وتخيلوا="" دائرة="" تمتد="" من="" العجوزة="" الى="" الدقي..="" بل="" والى="" كل="" مدينة="" الجيزة..="" فهل="" هناك="" مرشح="" واحد="" يتمتع="" بالشعبية="" فى="" كل="" هذه="">
< ربما="" لهذه="" الأسباب="" يفضل="" من="" يحلمون="" بالعضوية="" البرلمانية="" حكاية="" القوائم="" الحزبية..="" اذ="" فيها="" أى="" أعباء="" مالية="" يتم="" توزيعها="" على="" كل="" من="" يجرى="" ترشيحه="" داخل="" هذه="" القائمة..="" وعليه="" ان="">
هنا نقول: فدائى من يدخل الانتخابات بالنظام الضروري.. ومهما كانت امكاناته الجسدية.. والمالية.. وشعبيته.. عليه ان يخوض معارك نارية.. للفوز بأصوات ناخبين ربما لم يسمعوا باسم هذا المرشح أو ذاك.. فهل باتت الانتخابات الفردية مقصورة فقط على من يتحمل أعباءها.. أقصد من رجال المال والأعمال.. تلك عملية تحتاج الى تفكير.. ولكن كل ذلك من أجل الحصانة.. أم من أجل الوجاهة!!