رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

أخشى ان الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان «عشمانة» أكثر من اللازم فى كرم منظمة الصحة العالمية، لتطالبها بتوفير اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا المستجد فور ثبوت فاعليتها بالمجان للدول منخفضة الدخل، خاصة المجتمعات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، وبأسعار مقبولة للدول متوسطة الدخل.

الثابت ان المنظمة نفسها ستتلقى اللقاح لموظفيها حول العالم هدية «مجانية» من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين «هدية بوتين»، ويقينا ليس بمكنة المنظمة ولا مقدورها ولا نفوذها بالقوة التى تضغط المنتجين المحتملين لتوفير اللقاحات بالمجان او بأسعار معقولة او منخفضة.

المنظمة لا تملك الوصاية، ولا التوصية، ولا حتى القبول الدولى (مش مهضومة) منظمة الصحة العالمية مع تتالى أخطائها فى قيادة العالم فى مقاومة وباء كورونا.

المقترح المصرى الراقى الذى قالت به الدكتورة هالة خلال ترؤسها اجتماع الدورة الـ٦٧ للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، يستحق ان يطرح مصريا من على المنبر الكبير، المنبر الأممى، من منبر الأمم المتحدة بطرح مصرى متكامل يقود العالم إلى معادلة تضمن توفير اللقاح حال إنضاجه معمليا لكل إنسان على وجه الأرض، من غابات الأمازون اللاتينية إلى جنوب الصحراء الإفريقية مرورا بشلالات نياجرا فى الحدود الكندية، توفره بسعر عالمى فى مقدور الدول الفقيرة، العدالة فى توزيع اللقاح ضرورة إنسانية.

دعوة الدكتورة هالة على وقتها تمام، فالحكومة الصينية تقول إن تكلفة اللقاح الصينى قد تصل إلى ٨٨ دولاراً، أى ما يعادل ٦٠٠ يوان صيني، نحو ١٥٠٠ جنيه مصرى،  سعر اللقاح الصينى بالضرورة ارحم من سعر اللقاح الروسى، فالرئيس التنفيذى لشركة تطوير الأدوية «بروموميد» الروسية، أندرى ملادينتسيف، يكشف أن التكلفة الموصى بها للدواء لعلاج عدوى فيروس كورونا الجديد «أربليفير» يعادل 137 يورو بحساب اليورو يصل سعر العقار الروسى 2,530.39 جنيه مصرى، وهو  سعر باهظ لا تقدر عليه الدول  الفقيرة، تخيل سعر مليون جرعة فقط لا غير وهى أقل كمية لتحصين الفئات الأكثر تعرضا للإصابة سواء الأطقم الطبية أو كبار السن او المرضى بأمراض مزمنة.

قلنا قبلا ولمرات ونعيد تذكير المراجع الطبية فى منظمة الصحة العالمية المتصدية للوباء، حتما يلزمنا اذن العودة إلى أخلاقيات اللقاحات التى تحدث بها المدير التنفيذى لبرنامج الطوارئ فى منظمة الصحة العالمية، «مايك رايان»، وخلاصتها حتى لو حصلنا على لقاح فعال، يجب أن يكون هذا اللقاح متاحا للجميع.. ويجب أن يكون هناك وصول عادل ومنصف إلى هذا اللقاح للجميع»، العالم لن يكون محميا من فيروس كورونا ما لم يتم تطعيم الجميع.

السؤال الذى تطرحه وزيرة الصحة فى مصر: كيف نضمن حصولنا على ما يكفى من هذا اللقاح فى الوقت المناسب؟. وكيف نضمن أن نتمكن من توزيع هذا اللقاح على السكان فى جميع أنحاء العالم؟

نعم لا ينبغى أن يكون اللقاح من أجل من يملكون وإنما من أجل أولئك الذين لا يستطيعون تحمله أيضا.

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وعد بتقديم اللقاح مجاناً للأمم المتحدة وموظفيها. ولكنه لم يعد بإتاحة العقار (مجانا) أو حتى بأسعار تعاونية للدول الصديقة، وكان هذا متوقعا، ولكنه خيب الآمال جميعا فى ولادة منظومة عالمية تعاونية لمكافحة الوباء، ناهيك عن اقتراح بوتين بقمة مع الدول المهتمة بتطوير لقاحات ضد كورونا، هذا تعاون المنتجين ولكن اين مكان المستهلكين على طاولة هذه القمة المقترحة؟

عالميا اللقاح الأرخص سيكون الأكثر رواجا، اقتصاديات الدول لن تتحمل المغالاة فى الاسعار، خاصة ان من حقها كسر براءة الاختراع فى ظل الجائحة.