هموم مصرية
أن يكون - لهذا الحزب أو ذاك - عدد من الأعضاء فى البرلمان أقل مما يستحق، فالعدد ليس دليلاً على قوة الحزب، أو ضعفه.. سواء فى مجلس النواب، وهو الغرفة الأساسية للبرلمان، أو فى مجلس الشيوخ، لأن مهمته استشارية، وغير كاملة كما الوضع فى مجلس النواب.
أى أن العدد لا يعبر - بالضرورة - عن قوة أى حزب.. فالعبرة فى نوعية النواب أو الشيوخ الذين قدر لهم أن يجلسوا تحت قبة البرلمان.. وأتذكر أنه فى أحد برلمانات مصر قبل ثورة يوليو 1952، وقد قاطع الوفد انتخاباتها لأن أحد أحزاب الأقلية كان هو الذى سيجريها.. واعتراضاً من حزب الوفد - أيامها - على هذه الانتخابات قاطع الوفد تلك الانتخابات وفضل الابتعاد عنها.. ولكن أحد الأعضاء «جازف» ودخل المعركة الانتخابية.. ونجح فيها رغماً عن إرادة وتزوير حكومة الأقلية التى أجرتها.. وأصبح هذا العضو الذى اعتمد على شعبيته وكأنه يمثل عشرات النواب.. ولم يتوقف لحظة عن ممارسة نشاطه البرلمانى.. وقدم العديد من الأسئلة، أو الاستجوابات.. وأيضاً طلبات الإحاطة.. وأصبح هذا النائب الوفدى الجسور وكأنه مائة نائب تحت القبة، وكان رئيس المجلس يعمل له ألف حساب.. وكم كان صوته يجلجل تحت القبة، ولم يغب لحظة واحدة عن جلسة واحدة.. وأصبح فعلاً «عضمة» فى زور الحكومة الديكتاتورية.
< وأثبت="" هذا="" النائب="" الوفدى="" المحترم="" أنه="" خير="" ممثل="" عن="" حزب="" الوفد="" وسط="" نواب="" أحزاب="" الأقلية="" من="" الأحرار="" الدستوريين="" ومن="" حلفائهم="" من="" حزب="" الاتحاد،="" أو="" حزب="" الشعب="" الذى="" كان="" يمثل="" الحكومة="" وأصبح="" هذا="" النائب="" الجسور="" أسداً="" رهيباً="" ترهبه="" الحكومة="" بل="" ورئيس="" البرلمان..="" غير="">
ولقد عرفت مصر نواباً عظاماً قبل 1952.. وبعد يوليو 1952، وكان الشعب يتابع تحركاتهم تحت القبة وخارجها، ومن هؤلاء لا ننسى المستشار ممتاز نصار فى برلمان 1984، أو النائب المشاكس والمحارب العنيد على سلامة.. والأسماء عديدة.. ونتذكر هنا على سلامة وكان أول من نطق بعبارة «نحن الوفديين» تحت قبة البرلمان ليذكر الناس بالوفد وحزب الوفد.. ونواب الوفد.
< نعم..="" فالعدد="" لا="" يهم..="" بل="" ما="" يهم="" هو="" نوعية="" هذا="" النائب="" أو="" ذاك..="" ومن="" النواب="" الذين="" يتذكرهم="" البرلمان="" المصرى="" النائب="" المحارب="" الشرس="" محمد="" عبدالعليم="" داود..="" وكان="" زميلاً="" معنا="" صحفياً="" لامعاً="" فى="" جريدة="" "الوفد"..="" ولكنه="" لم="" يتوقف="" صوته="" عن="" الدفاع="" عن="" أهل="" دائرته..="" بل="" أكاد="" أقول="" إنه="" من="" أفضل="" النواب="" الذين="" مثلوا="" حزب="" الوفد="" داخل="" البرلمان..="" بالذات="" فى="" القضايا="" التى="" فجر="" فيها="" الكثير="" من="" قضايا="" الفساد..="" سواء="" على="" المستوى="" المحلى="" فى="" دائرته..="" أو="" على="" المستوى="" القومى..="" فكان="" من="" أفضل="" من="" وقف="" تحت="">
< العدد="" فعلاً="" لا="" يهم..="" المهم="" نوعية="" وشجاعة="" وتحرك="" النائب="" الذى="" يرفض="" الصمت..="" وما="" أكثر="" من="" جلسوا="" تحت="" القبة="" من="">