رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

 

 

 

 

تختلف مهمة الغرفة الثانية للبرلمانات من دولة إلى أخرى. فهناك مجالس تقتسم السلطة التشريعية مع الغرفة الأولى.. بل قد تكون سلطتها فوق سلطة الغرفة الأولى.. من هذه النوعية نجد مجلس الشيوخ الأمريكى.. بل يملك هذا المجلس سلطة الاعتراض على قرارات مجلس النواب الأمريكى، بل على الرئيس الأمريكى نفسه.. وكثيراً ما نجد الرئيس الأمريكى نفسه من حزب.. بينما أغلبية مجلس الشيوخ من الحزب الآخر.. ونادراً ما نجد مجلس الشيوخ أغلبيته من نفس حزب الرئيس.. وربما ذلك مقصود ليتحقق معنى الفصل بين السلطات.. ولهذا يرى البعض أن سلطة مجلس الشيوخ الأمريكى كثيراً ما توقف قرارات للرئيس الأمريكى نفسه.

ولكن الوضع يختلف فى النظام البرلمانى البريطانى.. إذ إن السلطة التشريعية كلها فى يد مجلس العموم.. بينما مجلس اللوردات يكاد يكون رأيه استشارياً.. فالسلطة العليا هى سلطة مجلس العموم والحزب الذى يحصل على الأغلبية فى هذا المجلس هو الذى يملك تشكيل الحكومة.. وإدارة شئون البلاد للمدة البرلمانية.. ولذلك إذا لم يحصل حزب على الأغلبية التى تمكنه من إدارة شئون البلاد يلجأ الحزب الأقرب إلى إجراء بعض التحالفات مع حزب آخر قد يكون هو حزب الأحرار.. وهكذا.

< والوضع="" فى="" فرنسا="" قريب="" إلى="" حد="" كبير="" من="" النظام="" البرلمانى="" الإنجليزى="" لأن="" السلطة="" الأهم="" هى="" سلطة="" الجمعية="" الوطنية="" الفرنسية..="" وهى="" وحدها="" التى="" تملك="" سحب="" الثقة="" من="" الحكومة="" وهكذا..="" وإذا="" كان="" النظام="" الإنجليزى="" يقوم="" على="" أساس="" أن="" الملك-="" أوالملكة-="" يملك="" ولا="" يحكم="" لأن="" السلطة="" الفعلية="" هى="" فى="" يد="" الحكومة..="" أو="" مجلس="" العموم="" وهذا="" قائم="" منذ="" عهد="" الماجنا="" كارتا="" الشهير="" فى="">

وقد أخذت معظم الدول- بعد ذلك- بمبدأ الغرفة الأولى الأساسية بالذات الدول التى كانت تحت الحكم الإنجليزى، أى الاحتلال- لفترات طويلة. تماماً كما أخذت الدول ذات الثقافة الفرنسية بنظرية الجمعية العمومية الوطنية فى فرنسا.

< وفى="" مصر="" أخذنا="" بنظام="" الغرفتين-="" بالذات="" مع="" دستور1923-="" وكان="" يشترط="" أن="" يوافق="" مجلس="" الشيوخ="" المصرى="" على="" أى="" تشريع="" يأخذ="" به="" مجلس="" النواب..="" ونتذكر="" هنا="" عندما="" طلب="" مصطفى="" النحاس="" باشا="" من="" مجلسى="" النواب="" والشيوخ="" معاً="" الموافقة="" على="" اقتراحه="" بإلغاء="" معاهدة="" 36="" مع="" بريطانيا="" فى="" خطابه="" الشهير="" فى="" مثل="" هذا="" الشهر="" من="" عام="" 1951..="" وعندما="" أعاد="" الرئيس="" السادات="" مجلس="" الشورى="" بجانب="" مجلس="" الشعب="" حصل="" مجلس="" الشورى="" على="" بعض="">

ورغم أن الدستور الحالى سمح بعودة الغرفة الثانية أى مجلس الشيوخ فإن هذا الدستور حدد مهام مجلس الشيوخ الجديد، وإن لم يحصل على كل ما كان يتمتع به مجلس الشورى القديم.. أى يمكننا القول إن المجلس الحالى هو «مجلس للحكماء» أى خلاصة العقول الواعية صاحبة الخبرات كل فى مجاله.. وهذا بالطبع يكمل النظرة الدستورية التى تعطى السلطة التشريعية كلها لمجلس النواب.

< هنا="" تأتى="" قيمة="" أن="" يضم="" مجلس="" الشيوخ="" الحالى="" كل="" هذه="" العقول="" شديدة="" النضج="" ليساهموا="" بما="" يتمتعون="" به="" من="" خبرات،="" كل="" فى="" مجاله.="" وأهلاً="" بالغرفة="" الثانية="" الجديدة،="" فى="" البرلمان="">