رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

 

 

أعتقد- وقد أكون مخطئاً- أن انتخابات مجلس النواب الحالية هى أصعب انتخابات برلمانية، فى تاريخ مصر، والسبب: هو حجم الدائرة واتساعها وعدد من لهم حق الانتخاب.

فقد كانت «الدائرة» هى المدينة، أو عدداً من الأحياء.. وهنا كان الحديث يدور حول مدى شعبية هذا المرشح أو ذاك.. فمن هو معروف فى منطقة قد يكون مجهولاً فى منطقة أخرى، ولذلك كان يقال- زمان- فلان ابن الدائرة.. أى خرج منها ويعرف كل أبنائها، فهذه هى دائرة حلوان- مثلاً- أو دائرة دمياط أو حتى دائرة شبرا أو روض الفرج، والآن نجد الدائرة تتسع لتشمل عدداً من الأحياء، ودعونا نضرب مثلاً: هذه هى دائرة العجوزة والدقى ومدينة الجيزة، وكانت لكل واحدة منها دائرتها، بل كانت مدينة الجيزة وحدها بها أكثر من دائرة.

< الآن="" تغيرت="" الصورة،="" أصبحت="" كلها="" دائرة="" واحدة،="" حتى="" أن="" تعدد="" عدد="" المقاعد="" التى="" تمثلها..="" فمن="" هو="" معروف="" شعبياً="" فى="" الدقى="" ليس="" معروفاً="" بالطبيعة="" فى="" باقى="" أحياء="" مدينة="" الجيزة،="" فهل="" الهدف="" هنا="" هو="" جعل="" «النيابة»="" عن="" الأمة="" أشمل="" وبعيداً="" عن="" أى="" شىء="" آخر="" مثل="" شهرة="" المرشح="" هنا،="" أو="" هناك="" أو="" أن="" يقال:="" هذا="" ابن="" شبرا="" مثلاً،="" أو="" هذا="" ابن="" العجوزة="" أو="" الحوتية،="" أو="" حتى="" بين="" السرايات،="" أم="" يراد="" أن="" يقال="" إنه="" يجلس="" تحت="" القبة..="" إلا="" أنه="" يظل="" ابن="" منطقته="" أو="" ابن="" دائرته="" خصوصاً="" فى="" الريف="" والمدن="" الصغيرة،="" فهذا="" مرشح="" جرجا="" أو="" مرشح="" البدارى،="" أو="" منفلوط،="" وذاك="" المرشح="" ابن="" دمياط..="">

< وكان="" أى="" مرشح="" يعتمد="" على="" شعبيته="" أو="" أهله="" أو="" عائلته="" فى="" هذه="" المنطقة="" أو="" تلك..="" إلا="" إذا="" كان="" مقصوداً="" الآن="" أن="" يصبح="" النائب..="" نائباً="" عن="" الأمة="" كلها..="" وهذا="" هو="" أصل="" النيابة="" عن="">

وعرفنا- ربما قبل ثورة يوليو 1952- أن حكومات الأقلية كانت إذا أرادت تحجيم أى مرشح أو عدم نجاحه كانت تقتطع من دائرته المنطقة التى يعتمد عليها فى شعبيته أو طريقاً للوصول إلى الجلوس تحت القبة، وأتذكر هنا أن إحدى حكومات مصر فى بدايات التسعينيات أرادت أن تحجم شعبية القطب الوفدى الكبير على سلامة فى دائرته بالجيزة فلجأت إلى سلخ إحدى أهم مناطقه الشعبية عن دائرته.. حتى لا ينجح ولا يصل إلى البرلمان.. وكان ذلك من أساليب محاربة الشخصيات المؤثرة فى أى برلمان.

< ولكن="" المشكلة="" الآن="" هى="" فى="" حجم="" الجهد="" المطلوب="" من="" أى="" مرشح="" أن="" يبذله="" فى="" الطواف="" فى="" داخل="" دائرته="" الحالية..="" وأيضاً="" فى="" حجم="" النفقات="" التى="" ينفقها="" أى="" مرشح="" للدعاية="" فى="" هذه="" الدائرة="" التى="" أصبحت="" مترامية="">

على أى حال لهذا إيجابياته.. ولكن له سلبياته، وهى مواجهة «العصبيات» العائلية التى كانت تسود انتخابات زمان.. وربما تقلل من حجم الواجبات المطلوبة من النائب تجاه أهل دائرته.. وحجم الخدمات التى عليه أن يقدمها لأهل الدائرة.. بعد أن اتسع حجمها.