رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

 

 

 

 

رغم أن كل الشعوب تأكل الخبز.. ورغم أن الألمان من أكثر شعوب العالم صنعاً وتنويعاً للخبز.. إلا أن المصرى هو أكبر من يقدس هذا الخبز.. ويكفى أنه يطلق على الرغيف كلمة «العيش» ويتعامل المصرى مع هذا الخبز بنوع من التقديس.. مثلاً إذا صادف المصرى ورأى لقمة خبز ملقاة على الأرض، فإنه ينحنى ويلتقطها ثم يقربها من فمه ويقبلها.. ثم يرفعها إلى جبينه وصدره.. وهو هنا إما يأكلها وهو يتمتم بحمد الله ويقول: آخذ ثوابها، أو على الأقل يبعدها عن الأقدام بجوار الحائط.. وهذه عادة تربى عليها جيلنا.. ومن المؤكد أن ذلك نابع من تقديس المصرى للطعام، الذى يراه نعمة من عند الله.. ولذلك حرام أن تدوسها الأقدام.. والخبز هنا هو رمز هذه النعمة.

ولذلك نجد أن المصرى القديم كان يحرص على أن تدفن معه - حتى الملوك - عدة أرغفة من الخبز ليس فقط ليأكلها يوم البعث.. ولكنه لأنه تربى عليها.. ويحبها.. وكم من رغيف وجدناه فى قبور المصريين القدماء.. وارتبط الخبز بالمجاعات حتى إننا نعلم دور سيدنا يوسف وتفسيره لحلم الفرعون وأنه لجأ إلى حفظ القمح - دون غيره - ليواجه به سنوات الجفاف.. ثم ما ورد فى القرآن الكريم عن سنابل القمح وثوابها.. «وفى كل سنبلة 100 حبة.. وهكذا».

والمصرى لذلك يطلق على الرغيف مسمى العيش.. لأنه أساس الحياة، الذى يضمن به الإنسان حياته.. أما أبناء السعودية ودول الخليج فيطلقون اسم العيش على الأرز، لأن الأرز وعبر قرون عديدة هو عندهم الأكثر طلباً.. وقد برعت الشعوب فى صنع الخبز وأضافت إليه الكثير من المحسنات.. من الأعشاب والبذور ولكن أفضله هو ما زادت فيه نسبة «الردة» أى رجيع الكون، لأن هذه القشرة فيها ما يفيد أكثر مما فى قلب القمح.. ولذلك يعشق المصرى العيش الأسمر.. «أبوردة»، وأتذكر هنا وكنت معزوماً على العشاء عند الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز.. أن تركنا نأكل المحمر والمقمر.. وأخرج من جيبه علبة بها كمية من هذه الردة.. وضعها على طبق فيه كمية من الزبادى.. وخلطها ثم أكلها.. وكانت هذه هى وجبة عشاء الملك فيصل أمامنا عليه رحمة الله.

وربما تعشق غيرنا من الشعوب الرغيف الأبيض.. مثل الشوام.. والفينو مثل الفرنسيين.. وعيش «التورتلا» المصنوع من دقيق الذرة وبعض التوابل وهو عيش المكسيك ودول أمريكا الوسطى.. وهكذا الألمان الذين يفضلون تناول الخبز بنى اللون.. أى كثير الردة مع كثير من الأعشاب.

< وليس="" فى="" العالم="" شعب="" يقدس="" لقمة="" العيش="" مثل="" المصريين..="" حتى="" إن="" المصرى="" يقسم="" «بالعيش="" والملح»..="" ويحفظ="" الخير="" لغيره="" وهو="" يقول="" له="" «إحنا="" آكلين="" مع="" بعض..="" عيش="" وملح»،="" وهو="" الوحيد="" فى="" العالم="" الذى="" يُقبل="" لقمة="" العيش..="" ويحلف="">