هموم مصرية
فى فترات الصراع العسكرى سواء مع الغرب.. أو مع اسرائيل ـ ساد شعار يقول: يد تبني.. ويد تحمل السلاح.. وكان هذا الشعار مرحليًا الى أن حققنا النصر العسكرى فى أكتوبر 1973. ثم انطلقنا الآن لنعيد بناء الوطن.. وبشكل أفضل كثيراً مما كان حتى أننا نقر ونعترف بأن ما يجرى الآن من عمل هو إعجاز حقيقي.. حوّل مصر الى ورشة عمل حقيقية ورهيبة.. وفى كل الاتجاهات.
وفلسفة الانشاءات الجديدة تتحرك فى أكثر من اتجاه.. الأول هو انشاء مدن جديدة تستوعب الزيادة السكانية الجديدة ـ وهى كبيرة ـ وكلها بعيداً عن العمران المزدحم فى الدلتا والصعيد وتخرج بفلسفة المدن بعيداً عن القديم.. والثانى هو تصحيح ما تعانى منه كل المدن القديمة.. أى معالجة أوجاعها.. وفى نفس الوقت يمنع نشأة أى مناطق عشوائية جديدة.. وهى وباء أصاب معظم مدن مصر.. اذ كنا نجد على حواف كل مدينة.. مدينة أخرى عشوائية بعيدة عن أى حياة انسانية.. وربما من أبرزها ما عاشه الناس فى الدويقة وفى أحضان تلال المقطم وكنا نستيقظ بين فترة وأخرى على سقوط صخرة يسقط تحتها عشرات الضحايا كما وجدنا أحياء أخرى تنقصها كل وسائل الحياة السليمة من مياه شرب وصرف صحي.. ومدرسة صحية ومسكن آمن ومن أشهرها تل العقارب والأسمرات واسطبل عنتر ومعظم مناطق مصر القديمة، التى كانت يوما عاصمة لمصر، أيام الفسطاط.
< ومؤكد="" أن="" ما="" يجرى="" الآن="" معجزة="" انشائية="" بكل="" معانى="" الكلمة="" وهذه="" تمتد="" ـ="" غير="" القاهرة="" العاصمة="" التاريخية="" ـ="" الى="" مدن="" جديدة="" بعضها="" يعتبر="" امتداداً="" للمدن="" القديمة.="" وبعضها="" أحياء="" جديدة="" ولكن="" بعيداً="" عن="" العمران="" التقليدى="" الذى="">
وكل هذه الانشاءات تعنى فرص عمل جديدة.. ليس فقط لمصانع انتاج مواد البناء المختلفة.. ولكن أيضاً لمن يعمل ويبنى حتى ولو كان مبلط قيشانى أو عمال سباكة وصرف صحى وتوصيلات كهربائية وأعمال ديكور.. وهذا هو أهم مبادئ توفير فرص العمل لهذه العمالة الماهرة، فى كل التخصصات.
< ونكاد="" نقول="" ـ="" فى="" قطاع="" واحد="" فقط="" ـ="" هو="" انشاء="" المساكن="" الجديدة="" ان="" ما="" تم="" اقامته="" من="" شقق="" فى="" عامين="" هو="" أضعاف="" أضعاف="" ما="" تم="" بناؤه="" فى="" ثلاثين="" عاماً.="" وهذه="" هى=""> >
ثم يأتى اعلان الرئيس السيسى الذى يقول فيه: ان كل من سيطلب سكناً جديداً سوف يحصل عليه مهما كان الثمن. وإذا كانت هناك طوابير ـ فى الماضى كانت تنتظر سنوات عديدة.. فان هذه الظاهرة أخذت تختفى من حياتنا أخيراً. و دخول الدولة منشأة للمساكن يحمى الناس من جبروت بعض أصحاب العمارات فى القطاع الخاص.
حقاً عندنا الآن: يد تبني.. وأخرى ترمم. نشكرك يارب..