رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعد اختراع النقود طفرة هامة فى تطور المجتمعات البشرية حيث كان الانسان البدائى يقضى حوائجه من طعام و كساء و ادوات من البيئة المحيطة به لاحتياجاته اليومية فقط و عرف المقايضة باتساع دائرة التعاون مع الاخرين فكان يتم مبادلة المتوفر من السلع و الخدمات وقت و مكان المقايضة و وفقا لاحتياجات طرفيها فلم يدرك الانسان معنى الادخار او الاستثمار او التوسع فى الانتاج الا بوجود النقود ، فمن خلالها يتم تقدير اسعار ما ينتجه من سلع و ما يقوم به من اعمال او خدمات.

 و تطور شكل النقود ومفهومها و وظائفها وفقا لتطور المجتمعات و تقدمها ، فكانت النقود فى بداية عهدها من المواد النادرة فى الطبيعة تختلف من بيئة لاخرى فكان الملح او القواقع او بعض الاحجار او الماشية الى ان اتفقت غالبية الدول على سكها من المعادن النفيسة خاصة الذهب و الفضة ثم تحررت النقود بعد ذلك من الغطاء الذهبى لتصبح مجرد ورقة ( البنكنوت ) ثم اصبحت بعد ذلك مجرد قيد حسابى او نقود ائتمانية تنتقل بين الشركات و الافراد عن طريق الحسابات و القيود الدفترية.

 فظهور النقود الورقية كان مقابل ودائع فى المصارف و البنوك من العملات الذهبية بقدر قيمتها و كان يتم تداول هذه الاوراق البنكنوت بدلا من تداول الذهب نفسه المودع فى المصارف و البنوك و بنفس قيمته مما اكسبها ثقة و مصداقية فاصبحت تتمتع بنوع من القبول العام بين المتعاملين مما جعل النقود فى هذه الحالة ائتمان او دين على البنك مصدرها و بالتالى تبلورت فكرة النقود لتصبح رمز لقوة شرائية تصدرها جهات موثوق فى قدرتها على الوفاء.

 و بالانتقال الى مرحلة النقود الائتمانية ظهرت الطبيعة الحقيقية للنقود باعتبارها دينا على الاقتصاد القومى، وبالتالى لا يجوز للبنك المركزى السماح باصدارها إلا وفقا  لقدرة الاقتصاد الوطنى و الانتاج المحلى على تغطيتها ، و بالتالى فالنقود ليست شيئا ماديا بقدر ما هى مفهوم اجتماعى فى اشكال مختلفة من الرموز اختص بها الانسان دون الكائنات الاخرى فى علاقته بالبيئة مثل رموز اللغة و الكتابة و غيرها و كذلك النقود التى تطورت وظيفتها من وسيط فى المبادلات الى مقياس للقيمة و مخزن للقيمة فالنقود قوة شرائية و ان لم تكن هى بذاتها سلعة فانها تعطى صاحبها الحق فى الحصول على اى سلعة او خدمة معروضة وقتما يريد ، فالنقود اذن حق تمكن صاحبها من اشباع حاجاته ، و يكون الملتزم هنا باداء ذلك الحق هم جميع العارضين للسلع و الخدمات بالسوق.

 و بمعنى اخر مجموع الانتاج القومى المعروض للتعامل ، فالنقود تستمد قيمتها هنا من قوتها الشرائية و من ثقة المتعاملين باحتفاظها بقيمتها مستقبلا ، فالثقة فى النقود هى الثقة فى المستقبل ، و ضرورى لاستمرار قيام النقود بوظائفها فى التداول ، فالثقة فى المستقبل هى الحافز و المشجع على الادخار و الاستثمار ، و تاتى اهمية الاستقرار النقدى مشجعة لذلك ، فالنقود خلقت رمزا جديدا للتعامل مع الموارد الاقتصادية و اظهرت مفهوم الحق المالى ( الاصل المالى ) القابل للتداول و اتسع ذلك المفهوم ليشمل اصول مثل الاسهم و السندات التى تمثل حقوق ملكية على الاصول العينية القائمة و بالتالى ادى تطور النقود الى فتح مجال للاسواق المالية و زيادة لفرص الاستثمار و الادخار ، فكما تمنح النقود لحاملها متعة و شعور بالقوة و الامان و تشكل مصدرا للسعادة و الهناء للكثيرين الا انها تشكل مصدرا للتعاسة و الشقاء لاخرين ممن يلهثون ورائها بكل الطرق و يكنزونها و يبخلون بها و يضحون بكل شيء من اجلها باعتبارها غاية فى حد ذاتها و ليست وسيلة لاشباع الحاجات

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة