رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

‏-كان الله فى عون المفاوض المصرى إزاء تعنت المفاوض الإثيوبى فى مفاوضات الشوط الأخير من ماراثون تفاوضى استغرق عقدا من الزمان.

‏-العناد يورث الكفر بالمفاوضات، لم تعد مفاوضات ولكنها حالة «استكبار مختلطة بإنكار وإصرار على تفشيل المفاوضات».

‏-المفاوض الإثيوبى يتبضع وقتا إضافيا، ويماطل، ويعاند، ويكابر، ويستكبر على مفاوضين محترمين، مستمسكين بالعروة الوثقى، حسن الجيرة، والمصير المشترك، ورفاه شعوب النهر الخالد، دون افتئات على الحق فى الحياة، لشعوب ذاقت المرار حتى تحجز لنفسها مكانا مستحقا فى المستقبل.

‏-المفاوض الإثيوبى متصلب، لا أعرف من سول له كل هذا الصلف، حتى السودان الشقيق الذى ناصره طويلا، كفر بتصلبه وعناده، وغادر المفاوضات يأسًا من تمترس المفاوض الذى نكص بكل العهود المحررة كاتفاقيات، والشفاهية فى ظهورات عامة تشهد عليها شعوب المنطقة ومنها الشعب الإثيوبى الشقيق، المفاوض لا يزال يناور، ويناور، وكل جلسة مفاوضات بجديد يزيد الأمر تعقيدا، وكأنه خطط مسبقا لتفشيل المفاوضات ليتمكن من مواصلة ملء السد رغم أنف مصر والسودان.

‏-ليس سد النهضة كما يصفونه، ولكنه فعليا «سد الأمر الواقع»، وهذا ما لا تقبله مصر، والعاقبة على من ادعى زورا وبهتانا أنه «سيد النهر».

‏-الحملة الإثيوبية فى الميديا العالمية بلغت مداها، النهر يتدفق بأمر ربه، ولا طاقة لبشر بمنعه، ولو بنت أديس أبابا أربعة سدود، أو عشرات السدود، حق مصر محفوظ، ولن يشاد القانون الدولى أحد إلا غلبه، وماراثون مفاوضات طابا نموذج ومثال..

‏-الخطة الإثيوبية لحرف القضية عن مسارها القانونى مفضوحة، إثيوبيا تعزف لحن المظلومية التاريخية على الوتر العاطفى العالمى، وأنها دولة فقيرة، وكهرباء السد تعينها على أزمتها الاقتصادية، وتجد عونا من منصات ومواقع وقنوات إرهابية إخوانية ممولة قطريا، لتبضع ما ليس حقها. تدفع هذه المنصات المأجورة فى طريق الصراع المسلح، بالترويج الفاضح لادعاءات المفاوض الإثيوبى وتقلب الحقائق، وتزعم كذبا، وتبيت غدرا بمصر..

‏-لقد طفح الكيل، «وبلغ السيل الزبى» حتى «لم يبق فى قوس الصبر منزع»، لقد طفح النهر بمزاعم إثيوبية، وبلغ الغضب مبلغه.

‏-الصبر المصرى له آخر، واستيفاء طريق المفاوضات واجب مستوجب على المفاوض المصرى، الذى يتمتع باحترافية، ويستند إلى شرعية دولية، وحقوق مصر المائية ليست محلا للمزايدات الإخوانية الرخيصة، وفى الأخير لن يحك ظهرك غير ظفرك..

‏-ثابت لكل ذى عينين وأذنين، لم يصدر عن مصر الرسمية تهديد أو وعيد، بالحسنى وزيادة، والشعار المرفوع صكه الرئيس السيسى «لا ضرر ولا ضرار»، ولكن هناك أيادى قذرة تلعب فى المصب، والأصابع القطرية التركية تلوث المياه أعلى الهضبة، تبخ سما زعافا فى آنية المفاوضات، التمترس الإثيوبى يحك الأنوف، ومتوالية التصريحات الإثيوبية المستفزة تستنفد الصبر المصرى، بغية إخراج المفاوض المصرى عن شعوره، وإيصاله إلى نقطة يصبح الجلوس إلى مائدة المفاوضات من قبيل تضييع الوقت الذى لا نملكه أصلاً.

‏-ماذا يريد المفاوض الإثيوبى، نغمة الفقر لم تعد مستساغة، وصور فقراء إثيوبيا التى تنشرها الصحف والمواقع الدولية وفق حملة إثيوبيا الدعائية الممولة قطريا، مثلها آلاف الصور لفقراء مصر، الفقر الإثيوبى ليس عيبا، وإعانة إثيوبيا على أزمتها الاقتصادية مستوجب من الأشقاء إفريقيا، لكن ليس على حساب فقراء المصريين، كلنا فى الفقر شرق، وشرق إفريقيا تدهمه الأزمات الاقتصادية منذ قرون وليس عقودا، ليس وليد اليوم، تبعات الاستعمار الاقتصادى الذى مص دم هذه البقعة الثمينة من القارة السمراء.

‏- الأمطار التى تهطل على الهضبة تكفى لرى عطش القارة السمراء جميعها، ولكن الغرض مرض، الغرض حصار مصر، وتصدير أزمات لمنارة إفريقيا، وإدخال مصر فى نفق الأزمات الواحدة تلو الأخرى، وفق نظرية الحافة، تظل مصر على الحافة، تقاوم السقوط حتى لا تخرج من القمقم وتهب ماردا فى وجه الأقزام، دويلات وبقايا ممالك تتآمر على مارد عظيم، ويصبر عليها، ولكنه إذا فزع فى وجوههم ولوا الأدبار.. فحذار.