رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة

فى ظل نظام العولمة وتطور العلاقات بين الدول و حاكمية المصالح الاقتصادية التى فرضت على مختلف الدول التعاون المشترك والانخراط فى تكتلات وكيانات اقتصادية و سياسية قوية تحمى مصالح أعضائها وتدافع عن حقوقهم وحيث يتحدد دور كل دولة فيها وفقا لما تتمتع به من مزايا نسبية فى الانتاج و الخدمات لتمنح التكتل القدرة على المنافسة فى عالم لا مجال فيه للكيانات الهشة أو الدول الضعيفة مما يلزم كل دولة ان تتعرف على إمكانياتها و قدراتها بكل دقة وتحدد دوائر انتمائها و الدول التى تتفق مصالحها معها ، فعلى مصر اعادة ترتيب اولوياتها فى علاقاتها الخارجية و تعديل مواقفنا و قراراتنا من القضايا الدولية وفقا لما يتحقق لنا من مصالح و مكاسب منها و انتهاج المذهب البراجماتى فى علاقاتها حيث تتحدد المواقف و العلاقات بالدول وفقا لما يتحقق من مصالح .

وعلى ذلك، يجب توظيف سياستنا الخارجية لتحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب لمصر و المصريين وعدم استهلاكها فى الدفاع عن حقوق و مصالح الاخرين بدلا من تحقيق مصالح الشعب المصرى و رفاهيته ورخائه كما حدث فى عهود سابقة حيث تورطت مصر فى صراعات و قضايا لا شان مباشر لنا بها و تورطت فى العديد من الحروب و أقحمت نفسها فى العديد من  مناطق الصراع التى لا تخصنا و استنزفت الكثير من الموارد والطاقات دفعنا تكلفتها بالكامل و ما زلنا حتى الآن .. مما أثر على مستوى معيشة المواطن المصرى و رفاهيته.

ولذلك علينا التحرر من قيد الهوى و أن نعرف أنه ليس هناك صداقات دائمة او عداوات دائمة إنما هناك دائما مصالح قائمة ، فعلى مصر اعادة ترتيب اوراقها و مراجعة دوائر انتمائها، ففى المجال الافريقى عليها تركيز اهتمامها على دول حوض النيل و مد جسور التعاون معها فى مختلف المجالات لما يربطنا بها من مصالح استراتيجية مباشرة ، و كذلك الحال فى المجال العربى فلابد من تركيز اهتمامنا بالدول ذات المصالح الاستراتيجية المشتركة معنا كدول الجوار ليبيا و السودان ، و دول الخليج العربى خاصة السعودية و الامارات حيث الامن القومى المشترك معنا ، كما يجب تعزيز التعاون و توطيد العلاقات مع دول الشمال المتقدم لتدعيم مجالات حماية البيئة و حقوق الانسان و الديمقراطية و اقتصاديات السوق و لنقل التكنولوجيا ،  و الاستعانة بالخبرات المتقدمة لتحقيق التحديث الشامل فى مختلف المجالات ،

و الاهتمام بتوطيد العلاقات المصرية الامريكية و تدعيم و تأكيد التحالف الاستراتيجى معها باعتبارها القوة العظمى الاولى فى العالم و صاحبة الكلمة العليا فى معظم المنظمات و الهيئات الدولية مع ضرورة توسيع دوائر الاتصال لتشمل الشعوب بالإضافة للحكومات ، و الاهتمام الخاص بدور الإعلام و تأثيره الشديد فى الرأى العام العالمى ، وإفساح المجال لمنظمات المجتمع المدنى لتقوم بدورها فى ذلك المجال.     

كما يجب على مصر المشاركة بدور فعال و مؤثر  فى تحقيق السلام و الاستقرار الإقليمى لدول المنطقة بالتعاون مع الدول صاحبة الشان فى ذلك  و التى عليها المشاركة و تحمل نفقات و فاتورة التدخل المصرى بالكامل اذا دعت اليه الحاجة لتحقيق السلام و الاستقرار فى ليبيا او اليمن او سوريا او العراق و دفاعا عن امن الخليج باعتباره من أمن مصر القومى و الاستراتيجى.

و كذلك الحال فى  قضية الإرهاب حيث تتصدى مصر لمواجهته بمفردها و تدفع وحدها فاتورة مكافحته من ميزانيتها الخاصة مما يستوجب مشاركة دولية فعالة معنا فى تحمل تلك النفقات ، فمصر عظيمة و يجب ان يتناسب دورها مع ثقلها السياسى و ريادتها ، على الا يكون عزفها منفردا و لكن يكون من خلال محاور و تكتلات تشاركها الاهتمام بنفس القضايا و تتحمل معها تكاليف و أعباء مواجهتها.