هموم مصرية
زميلنا الغالى محمد عبدالقدوس ـ يتحفنا كل صباح بما لذ وطاب من خلاصة ثقافته وقراءاته وتعمقه فى أمور الدين والدنيا.. وهو بالمناسبة كان معنا رفيقاً ومن اليوم الأول لإنشاء جريدة الوفد.. ودائماً ما كان فؤاد باشا سراج الدين يأمرنا بأن نشركه فى أمورنا ونحن نضع أساسيات إنشاء جريدة الوفد.. ليس فقط احترامًا لدور والده الكاتب الرائع الذى كان يخص جريدة الوفد الأسبوعية بمقالاته الرائعة وتحليلاته العميقة تحت عنوان «على مقهى الشارع السياسي» وكان والده إحسان بك يرفض أن يحصل على أى مقابل مادى مقابل هذه المقالات الأسبوعية، التى كانت الصفحة الأخيرة «للوفد» تزين صفحات الوفد وتجذب عشاقه وقراءه..
والعزيز محمد عبدالقدوس لا يختلف على حبه اثنان، فكل الصحفيين يحبونه.. وليس سراً أنه ـ فى كل انتخابات نقابة الصحفيين ـ كان يحصل على أعلى الأصوات.. لذلك كان أى مرشح يتمنى أن يضع اسمه مع اسم محمد عبدالقدوس وهو يملك قدرة غريبة على تقديم الخدمات.. حتى للمختلفين معه سياسياً وعقائدياً.. وكم تسبب لوالده فى مشاكل مع السلطة ـ بسبب انتماءاته العقائدية.. وقد دخل السجون، كل سجون رؤساء مصر السابقين، وكان والده رغم قربه من كل هؤلاء الرؤساء يرفض أن يتدخل للإفراج عنه.. لأنه نفسه دخل سجون هؤلاء الثوار.. حتى سجون جمال عبدالناصر بسبب مقاله الشهير عمن يحكم مصر وأن مصر تخلصت من ملك ليحكمها 11 ملكاً هم أعضاء مجلس قيادة الثورة.. خرج من السجن ليدعوه عبدالناصر ليتناول معه الإفطار فى صباح اليوم التالى.
< المهم="" ان="" محمد="" عبدالقدوس="" يتحفنا="" ـ="" كل="" يوم="" ـ="" بكل="" رائع="" عبر="" موقعه="" على="" الفيس="" بوك="" أو="" الواتس="" اب..="" بالذات="" من="" طرائف="" الحوادث="" وغرائبها..="" وهو="" بالمناسبة="" غزير="" المصادر..="" للغاية..="" ومن="" ضمن="" ما="" أرسله="" لنا="" ـ="" فى="" الأيام="" الأخيرة="" ـ="" تلك="" النصيحة="" التى="" يقول="" لنا="" فيها="" «احذر="" من="" المرأة="" المتخصصة="" فى="" اللغة="" العربية..="" لأنها="" تعرف="" متى="" تضحك="" ومتى="" ترفعك.="" ومتى="" تجرك="" ومتى="" تكسرك.="" ومتى="" تجعلك="" لا="" محل="" لك="" من="">
وأرى فى هذا التحذير خلاصة فلسفة الرجل بعلاقته بالجنس اللطيف، وهو بالمناسبة يغض الطرف.. ولم أره يوما «يبحلق» فى جسد أى فتاة.. تأدباً.. وتطبيقًا للأدب الإسلامى السليم القائل «النظرة الأولى لك.. أما الثانية فعليك».
< ورغم="" انتمائه="" ـ="" عقائدياً="" ومن="" سنوات="" ـ="" لتيار="" دينى="" معين..="" إلا="" أننى="" أكاد="" أقول="" انه="" أبعد="" ما="" يكون="" الآن="" عن="" أفكارهم="" وأن="" ما="" فيه="" هو="" الآن="" من="" «تدين»="" وسلوك="" نابع="" من="" إسلامه="" الصحيح..="" و="" هو="" نموذج="" لن="" يتكرر="" فى="" الساحة="" الصحفية="" أو="" الساحة="" السياسية="" المصرية..="" ولذلك="" يحبه="" كل="" الصحفيين="" حتى="" ممن="" ينتمون="" للتيار="" اليسارى،="" فى="" الصحافة="">
هو نموذج لن يتكرر.. و لا يتكرر،