رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

لجنة الفتوى الرئيسية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، تلقت سؤالاً يقول: هل الموت بفيروس كورونا يدخل بشكل عام من قبيل الأمراض التى تدخل فى نطاق الشهادة؟ وهل يشترط أن يسبق ذلك بنية الشهادة؟

أجابت اللجنة بأنه يشترط لثبوت هذه المنزلة وهذا الثواب العظيم أن يموت الإنسان صابراً محتسباً راضياً بما قدره الله له، ولا يخرج من البلد الذى ظهر فيه الوباء، ويلتزم بالتعليمات الصحية؛ منعاً لنقل العدوى إلى غيره، فلو مكث وهو قلق أو متندم على عدم الخروج، ظاناً أنه لو خرج لما وقع به أصلاً، وأنه بإقامته يقع به، فهذا لا يحصل له أجر الشهيد ولو مات بالطاعون!

الاحترام ابتداء مستوجب لطائفة العلماء، ولكن يستوجب أيضاً أن يحترم العلماء عقولنا، الجنة تحت أقدام الأمهات، وليس فى أكمام العلماء، عجباً من ذا الذى منح هؤلاء الحق الحصرى فى توزيع صكوك الشهادة، فيسمون هذا شهيداً، ويبخلون بالشهادة على ذاك.. من أعطاهم مفاتيح الجنة؟

هذا اجتراء على الله سبحانه وتعالى، وافتئات على مظلة رحمته، شهداء كورونا شهادتهم عند ربهم، يقول المولى عز وجل فى محكم التنزيل، «وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ» (الأعراف/ ١٥٦)..

شهداء كورونا وكل الشهداء، أحياء عند ربهم يرزقون، لا ينتظرون صكوكاً منكم، لماذا تتطوعون دوماً بتوزيع صكوك لم يهبها لكم رب العباد.

من ذا الذى يتألى على الله، هذا من المنكرات الكبيرات، وعن جندب بن عبدالله البجلى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث: أن «رَجُلًا قَالَ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ؟ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ»، أو كما قال؛ رواه مسلم، ومعنى «يتألى على»، أى: يقسم على.

وكما يقول العلماء الثقات ناصحين، لا يجوز لنا أن نحجر رحمة الله عن أحد، فالكل تحت المشيئة، ولا نجزم لأحد بدخول جنة أو نار، إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فبعض الناس تراه يقول عن شخص ما: هذا رجل صالح لم يضر أحداً، ولا يعرف قلبه الحقد على أحد، هذا أشهد بأنه من أهل الجنة!

والبعض الآخر إذا رأى رجلاً باراً بأحد والديه مدحه قائلاً: هذا رجل ما قصر فى حق والديه، وأشهد أنه لن يسأل عنهما يوم القيامة، وما أدراك أنه لن يسأل؟ ولم التقول على الله بما لا تعلم؟

فلا يشرع أن تحكم بأن الله راض عن فلان، أو أن تحكم بأن الله ساخط على فلان، فهذا ما لا نعلمه؛ لأن هذا ليس لنا؛ وإنما هو علم يختص به الله عز وجل، فلا يعلم السرائر إلا الله عز وجل، فإن شاء الله عفا عن عبده، وإن شاء أخذه بذنبه؛ لذلك لا يجوز للمسلم أن يقتحم هذه الأمور ويتصدى لها، خصوصاً إذا أقسم فى كلامه متألياً على الله، فيصبح هذا الذنب محبطاً لعمله.

هذا قول العلماء الثقات، وقبلاً وبعداً، هلا شققت عن قلبه، بلى ولكن نفسى أعرف شعور هذا الذى أفتى وهو ينزع عن البعض الشهادة بقلب جامد، هل راجع فتواه قبل نشرها على الناس، هل نزلت فى الكتاب شروط الشهادة كما استشفها واستخرجها من رحم أوراقه العتيقة.

الجائحة تحرك جبلاً ولكنها لا تحرك شعرة سوداء فى جسد من يحمل صكوكاً مصكوكة يجول بها على المواقع وتنقل عنه أن شهداء كورونا موقوفة شهادتهم على صك من فضيلته.