رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

 

 

رغم أن العالم الآن دخل عصر الجيل الرابع من الحروب، التى لا تعتمد كثيراً على «القوات المسلحة» بقدر اعتمادها على الوسائل التى تدمر الدول من الداخل، لكن القوات المسلحة يظل لها اليد الطولى والأخيرة فى إقرار الأمر، وهو ما حدث- كتجربة- إلى حد كبير عام 2003 فى احتلال أمريكا للعراق.. ففى الوقت الذى كان العالم يتوقع «طول» هذه الحروب.. إلا أن الأمر تغير فى ساعات قليلة، وتساءل الناس- وقتها- ماذا حدث لقوات صدام حسين.. فهل كانت عملية غزو أمريكا للعراق وقتها تجربة لوسائل الحرب الحديثة.

ولكن الوضع فى قضيتى إثيوبيا وليبيا يختلف إلى حد كبير.. إذ إن القوات المسلحة هى التى تحسم الأمر.. وتحقق الهدف السياسى الذى تراه هذه الدولة أو تلك.. ولهذا وعندما تأكدت مصر من مخططات السلطان التركى أردوغان الرامية إلى عودة تركيا الغازية إلى طرابلس حتى لو كان ذلك بطلب من حكومة الوفاق- السراجية- هنا جاء قرار تطوير وتدعيم قواتنا وإنشاء قاعدة محمد نجيب العسكرية فى المنطقة العسكرية الغربية.. وكان ذلك- أيضاً وراء القاعدة البحرية المصرية فى البحر الأحمر.. وهما ضروريتان لحماية الأمن القومى المصرى الذى يقوم على امتداده من المدخل الجنوبى للبحر الأحمر عند باب المندب.. إلى جبال طوروس على الحدود السورية العربية مع تركيا.. وإلى حدودنا الغربية مع ليبيا. والهدف هنا واحد هو حماية الوطن وليس الغزو أو العدوان.

< وفارق="" كبير="" هنا="" بين="" القواعد="" العسكرية="" الأجنبية="" التى="" تقوم="" على="" الغزو="" والقواعد="" التى="" تقوم="" للدفاع="" عن="" الوطن.="" ومن="" النوع="" الأول="" نجد="" القواعد="" العسكرية="" البريطانية="" الفرنسية="" والأمريكية،="" التى="" أقيمت="" بعيداً="" عن="" أرض="" هذه="" الدول..="" والقواعد="" العسكرية="" المصرية="" التى="" أقامتها="" مصر="" للدفاع="" عن="" الوطن="" نفسه،="" بدليل="" إقامتها="" داخل="" حدود="" هذا="">

ومبدأ الاستعداد لصد أى عدوان بالخروج إلى العدو خارج حدودنا مبدأ مصرى قديم، ودليلنا ما فعله السلطان المملوكى قنصوه الغورى عندما رأى تركيا العثمانية بعد أن كسرت الجيش الفارسى الصفوى وتتجه عيونها نحو مصر، لم ينتظر الغورى إلى أن تصل جيوش تركيا إلى حدودنا.. بل انطلق بالجيش المصرى إلى أقصى شمال سوريا، حيث حدودها مع تركيا.. وهو نفس ما رآه خليفته طومان باى الذى رفض قادة جيشه الخروج بالجيش لملاقاة الجيش التركى الغازى.. وفضل هؤلاء القادة التحصن حول القاهرة.. وتلك نظرة قاصرة وفاشلة.

< من="" هنا="" يجب="" أن="" ننظر="" للقاعدة="" العسكرية="" المصرية="" الغربية="" «قاعدة="" محمد="" نجيب="" مثلاً»="" باعتبارها="" مقدمة="" للدفاع="" وصد="" أى="" أطماع="" تركية="" لتهديد="" حدودنا="" الغربية..="" بل="" ما="" أعلنه="" الرئيس="" السيسى="" بكل="" خبرته="" العسكرية="" الطويلة="" وهو="" يطالب="" قواتنا="" بأن="" تكون="" مستعدة="" للعمل="" داخل="" أرض="" الوطن..="" أو="" خارجه="" إذا="" تطلب="" ذلك="" عملاً="" عسكرياً..="" خارج="" أرض="">