رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

 

 

 

 

كأنها مفاوضات الجلاء.. أو هو الدور الإسرائيلى فى الصراع مع العرب.. نعرف متى تبدأ.. ولكننا لا نعرف متى تنتهى.. هذا إذا انتهت.. تلك هى مفاوضات سد النهضة وهى - فى رأيى - ليست مفاوضات.. بل هى لقاءات لكسب الوقت.. ثم فرض الأمر الواقع.. ولكن هل نتعلم؟

ولقد تعلم المفاوض الإثيوبى الكثير من الأسلوب الإسرائيلى.. فى المماطلة.. ومن الأسلوب التركى لفرض الأمر الواقع.. إذ عندما بدأت تركيا بناء سد أتاتورك داخل أراضيها التى ينبع منها نهرا دجلة والفرات.. ولما بدأت فى تعبئة بحيرة السد.. أغلقت أذنيها تماماً.. حتى لا تسمع أنين المزارعين السوريين والعراقيين ولم تسمع أيضاً للمواثيق الدولية التى تحدد المصالح المشتركة لكل الشعوب المشاركة معها فى هذين النهرين.. وانطلقت تنفذ ما تشاء وكيفما شاءت وبالطريقة التى تريدها.. ولم تتوقف عن تعبئة بحيرة السد إلا بعد أن امتلأت تماماً.. ولم تأبه لأصوات سوريا والعراق.. وهما شريكاها فى النهرين.. فهل هذا هو نصيبها أن ينبع من تركيا هذان النهران، اللذان قامت على ضفافهما واحدة من أولى الحضارات الإنسانية، التى قامت فى العراق، وهى حضارات بابل وآشور.. تماماً كما قامت على ضفاف النيل الحضارة الفرعونية.. ثم إلى أن أصبحت مصر قاعدة لحضارة إسلامية، هنا على ضفاف النيل!

< المهم="" أتذكر="" هنا="" وقد="" رأيت="" بكامل="" عينى="" قاع="" النهرين="" شبه="" خال="" من="" المياه="" وليس="" فيه="" إلا="" الحصا..="" وأنا="" أقف="" فوق="" سد="" الجمهورية="" فى="" العاصمة="" العراقية="" بغداد..="" ورأيت="" بحيرة="" السد="" التى="" أقامتها="" سوريا="" داخل="" أراضيها="" وليس="" فى="" قاع="" البحيرة="" ما="" يروى="" حقلاً="">

أقول مضت تركيا تبنى السد، ثم تملأ بحيرة.. ولم تتوقف إلا بعد تمام بناء سد أتاتورك وتعبئة بحيرته ولم تحرك ساكناً لصرخات شعبى سوريا والعراق.. وإذا كان هذا قد حصل من 40 سنة.. فإن إثيوبيا تنفذ نفس السياسة ونفس الأسلوب - ولكن هذه المرة مع مصر - وهى تمضى قدماً فى بناء سد النهضة دون مراعاة أى قواعد للقوانين الدولية المتعلقة بمياه الأنهار المتشاطئة، التى تشترك أكثر من دولة فى مجراها.. تماماً مثلنا.. فإذا كانت إثيوبيا هى دولة المنبع.. والسودان هى دولة المعبر.. فإن مصر هى دولة المصب.. وإذا كانت إثيوبيا تتعلل بأن مصر لم تستأذن أحداً فى بناء السد العالى - مثلاً - فإنها تفعل نفس الشىء عندما تقيم الآن سد النهضة.. ولكن الوضع هنا مختلف لأن النيل - بعد أن يصل إلى داخل مصر - كان يذهب إلى البحر أو تحاول مصر الاستفادة منها، دون أى ضرر لأن ليس بعدنا دولة هنا، فالوضع جد مختلف.

< نفس="" الأسلوب="" التركى="" تتبعه="" إثيوبيا="" مع="" مصر..="" فى="" الإنشاء="" ونفس="" الأسلوب="" الإسرائيلى="" فى="" المفاوضات،="" وهو="" إطالة="" نفس="">

ترى ما هى الخطوة الباقية أمام مصر، فى هذه الظروف؟.