هموم مصرية
فى الفن، هناك من ربح.. وهناك من خسر.. يعنى من دخل عالم السينما ليتربح منه وهم كثيرون.. وهناك من أنفق على السينما بسبب عشقه لهذا الفن، ولذلك هناك من بنى العمارات، وهناك من لم ينشئ ولا حتى مقبرة.. فكان مصيره «مدافن الصدقة».
من النوع الأول - أصحاب العمارات من الفن - نجد أنور وجدى وعمارته الشهيرة التى تحمل اسمه بشارع مظلوم باشا قرب ناحية شارع صبرى أبوعلم وهو الذى لم يكن يملك خمسة قروش لينام فى غرفة مشتركة فى بنسيون بشارع كلوت بك، وهناك أيضا فؤاد المهندس، الأستاذ الذى وصل إلى قمة الهرم الفنى، المسرحى بالذات، إذ أنشأ عمارة - مازالت تحمل اسمه - فى مدينة نصر ناحية شارع مصطفى النحاس وعباس العقاد.. وهو ما كانت بدايته فى برامج بابا شارو فى أواخر الأربعينيات وكان نجم «ساعة لقلبك» التى كان يكتبها عبدالمنعم مدبولى إلى أن اندمج فى أفلام ولا جيمس بوند، أبرزها «فيفا زلاطا»! ولكنه بلا جدال بطل المسرح المصرى، بعد عصر الريحانى ومن أبرز أعماله هنا «إنها حقا عائلة محترمة» و«سك على بناتك» وكوّن أفضل دويتو مسرحى مع رفيقة حياته شويكار ويا سلام على «سيدتى الجميلة».
< وفريد="" الأطرش="" الذى="" بنى="" عمارة="" رائعة="" على="" نيل="" الجيزة="" قرب="" كوبرى="" الجلاء="" الذى="" كان="" اسمه="" كوبرى="" الإنجليز..="" ثم="" كوبرى="" بديعة="" لأن="" مسرحها="" كان="" مكان="" فندق="" شيراتون="" الحالى..="" وما="" زال="" الناس="" يعشقون="" أغانيه="" وأبرزها="" «الربيع»="" وهو="" الذى="" تولى="" تحمل="" تكاليف="" دفن="" صديقه="" الرائع="" عبدالسلام="" النابلسى..="" وكان="" بالمناسبة="" أكثر="" المثقفين="" العرب="" فى="">
ومن هؤلاء الموسيقار الذى تولى رفع علم الموسيقى المصرية بعد سيد درويش ونقصد به الموسيقار محمد عبدالوهاب إذ أنشأ عمارة فخمة فى أهم شارع تجارى فى القاهرة.. هى عمارة الجندول بشارع فؤاد الأول، 26 يوليو الحالى، وإن كان باعها وكان صاحب فكرة «اقتصادى غير تقليدى» إذ هو أول من اشترى قافلة من سيارات المرسيدس لتتحول إلى أسطول حديث من سيارات التاكسى فى مصر!!
< وبجانب="" أثرياء="" الفن="" هؤلاء="" الذين="" عملوا="" وضمنوا="" خاتمة="" حياة="" طيبة="" ومنهم="" الملك="" فريد="" شوقى="" الذى="" أقام="" ڤيلا="" أقام="" فيها="" بالعجوزة="" أمام="" مسجد="" الكواكبى،="" حتى="" إن="" المسجد="" يطلق="" عليه="" الناس="" أحيانا="" «جامع="" فريد="" شوقى»،="" ومن="" هؤلاء="" من="" بنى="" ڤيلا="" فى="" مقدمتهم="" يوسف="" وهبى="" التى="" استغلها="" لتصوير="" بعض="" الأعمال="" الفنية،="" وأيضا="" الفارس="" الفنان="" أحمد="" مظهر،="" زميل="" عبدالناصر="" فى="" دفعة="" عام="" 1938،="" وبطل="" عشرات="" الأفلام،="" أظرفها="" «الأيدى="" الناعمة»="" وأشهرها="" «رد="">
< ولكن="" هناك="" من="" الفنانين="" من="" لم="" يفكر="" فى="" آخرته="" أى="" لم="" ينشئ="" مقبرة="" يستقر="" فيها="" جسده="" بعد="" طول="" معاناة..="" وهم="" كثيرون="" من="" الفنانين="" والفنانات..="" ولا="" أحد="" -="" مثلا="" -="" يعرف="" مقبرة="" صالح="" عبدالحى="" صاحب="" أغنية="" «ليه="" يا="" بنفسج»،="" الذى="" كان="" عشاقه="" يشعلون="" له="" سيجارة="" بورقة="" مالية="" فئة="" عشرة="" جنيهات="" عندما="" كانت="" قيمة="" هذه="" العشرة="" تعادل="" الآن="" 1000="">
أما السياسية الرائعة تحية كاريوكا فقد أنفقت معظم ثروتها على العمل السياسى الوطنى، وأيضا على أزواجها وكيف فقدت شقتها الرائعة على نيل العجوزة عندما استولى عليها آخر أزواجها فايز حلاوة شريكها فى فرقتها المسرحية!