لولا الاحترازات الوقائية بفعل الجائحة الفيروسية لأفطر الرئيس صباح العيد كعادته على مائدة رئاسية تتشرف بأسر الشهداء، ولدعا أمهات الشهداء فى ضيافته الكريمة، واحتفى بهم، وبذل لهم من العطف، لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو فضل.
توجيه الرئيس لكبار المسئولين لعيادة بيوت الشهداء فى العيد، وتقديم الهدايا العينية والمادية لأبناء وأسر الشهداء والمصابين بمنازلهم بعدد من محافظات الجمهورية، ينم عن إحساس راق، وإنسانية لا تغادر قلب هذا الرجل صاحب المقولة الشهيرة، «هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه»، والحُنُوٌّ اسما، تعنى فِى قَلْبِهِ عَطْفٌ، وشَفَقَةٌ على من فقدوا أعز الاحباب.
العطفة الرئاسية ليست جديدة على رجل عطوف، يقدر التضحيات، ولا ينسى أصحاب الفضل، ويتمثل وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم بكفالة اليتيم «أنا وكافل اليتيم فى الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما»، الرئيس يمسح على الرؤوس، ويطبطب على الظهور المحنية، وبلسم الجراح، الجروح جد عميقة، والفقد صعيب، والايام قاسية على من فقد الاب والاخ والابن، فقد السند، كنا نتسند عليهم، فاتونا الحبايب.
بالعربى «إذا ما شالكم المكان تشيلكم العيون»، وبالشعبى «إن ماشالتكم الأرض تشيلكم الرؤوس»، ويقولون كرما «ومن الكتف ده زاد ومن الكتف ده ميه»، والعطفة الرئاسية لافتة، والاهتمام يعبر عن نفسه، والهدية رمزية ومعبرة عن الامتنان، ونحن ممتنون، يستحقون الكثير لعظم التضحية، والرسالة بعلم الوصول، لن ننساكم أبدا ما حيينا، من ضحى له فى الدنيا كرما وتقديرا واحتراما لذكراه، وفى الآخرة نعيما مقيما، الجنة وما فيها تقر بها أعين الشهداء.
لفتات الرئيس الإنسانية لافتة، يقينا على رأس اجندة الرئيس دوما تعويض اسر الشهداء عن فقدهم، وتكريمهم، الرئيس عادة ما يحمل صغارهم بين يديه وفى أحضانه، ويقبل رؤوس الامهات، ويطبطب على قلوب الزوجات، ويكرم الآباء، ويمنح الأوسمة للابناء، ويتفاخر بالتضحيات، ويوصينا بهم، وتخلد تضحياتهم فى افلام ومسلسلات، «الاختيار» نموذج حى ومثال..
القصة وما فيها ان السيسى لا ينسى الفضل لاهل الفضل، ولا تغيب عنه التضحيات، ويقف اجلالا واحتراما كعهد رجال القوات المسلحة امام علم مصر يلف الاجساد الطاهرة.
هل وصلت الرسالة الرئاسية، هل بلغكم كيف تعنى مصر بشهدائها، هل فهمتم يا من تعمهون فى ظلمات انفسكم؟، هلا خرستم هنيهة عن اللغو، والبغبغة، والتتويت والتغريد، رئاسة مصر ليست نزهة خلوية، أمانة، وجمل الحمول من يتصدى لحمل الامانة، ويردها لاهلها فى عيش كريم، ومستقبل واعد، وبناء يرتفع امام الاعين.
نعم كورونا عطلت الطموح لبعض الوقت، ولكن العزيمة والهمة لا تلين وبشائر الخير خير دليل، دولة تعمل لغد وبعد غد، والانجاز تلو الانجاز، ويد تبنى ويد ترفع السلاح لحماية الارض المقدسة، وعيون ساهرة، ونفوس تواقة للشهادة، شفت المنسى طلبها ونالها، اوعدنا يا رب واكتبها شهادة خالصة لوجهك الكريم ولاجل هذا الوطن الذى يستحق الحياة.
إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ
فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ