رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هموم مصرية

 

 

 

أتساءل: هل لو عاد الموسيقار عبدالوهاب أو العندليب عبدالحليم حافظ أو النابغة محمد فوزى إلى الحياة.. هل كان أحدهم يقبل أن يغنى أغاني الإعلانات؟.. وإذا كان عبدالوهاب قد غنى فى قليل من الأفراح - هو والسيدة أم كلثوم - فإنما كان ذلك فى بداياتهما الفنية.. ولكنهما سرعان ما توقفا عن ذلك، وبعد فترة وجدنا من المطربين من تخصص فى حفلات الأفراح، ربما لأنها كانت مصدرا طيبا للأموال حتى وجدنا فرقا كاملة  تقوم بإحياء حفلات الزواج، بل كان لكل مدينة وأحيانا لكل حى الفرقة التى تتولى ذلك فى كل مدن مصر، وتركزت هذه الفرق فى المدن الكبيرة وكان أثرياء القرى والمراكز يسعون إليها.. أى إلى فرق المدن الكبرى.

الآن صار عندنا من يتخصص فى أغانى الأفراح.. وأيضا يتخصص فى الإعلانات وهذه وتلك إيراداتها أكبر، خصوصا فى مطربى الدرجة الخامسة الموجودين الآن، وما أكثرهم.. ولأن كثيرا منا يعشق «الهشك.. بيشك» نجد عدد مطربى الأفراح ينافس عدد كبار المطربين وأيضا مطربى الإعلانات، ونسمع أرقاما فلكية من أجور هؤلاء وهؤلاء، ومنهم من يحصل على مئات الألوف من الجنيهات، وبعضهم يشترط الدفع بالدولار، رغم أن منهم من يلجأ إلى نظام «الدى.. چى» أو «الفلاش باك».. أى  يستخدم «السى دى» أو مجرد فلاشة فى الجهاز ويقف المطرب يتنطط ويصرخ وهو يحرك شفتيه فقط ليبدو كأنه يغنى.. وتلك خديعة كبرى وغش عينى عينك.. ليس فقط من الصغار.. بل أيضا ممن يرون أنفسهم، من الكبار.. ووسط الطبل والزمر والصوت العالى فإن أحدا لا يفرق بين المطرب، إذا أطرب، أو المغنى إذا غنى لأن أصوات الطبول تغطى على كل شىء.

< والطريف="" أن="" من="" هؤلاء="" من="" يلجأ="" إلى="" أغانى="" غيره="" من="" المشهورين="" ليؤدى="" أغانيهم،="" ولا="" يدفع="" شيئا،="" من="" حق="" الأداء="" العلنى="" وإذا="" كان="" مطرب="" الأفراح="" يشترط="" ما="" فوق="" 100="" ألف="" جنيه="" مقابل="" فقرته="" فى="" الفرح..="" فإن="" رصيده="" أو="" حصيلته="" فى="" الليلة="" تتجاوز="" مئات="" الألوف،="" لأنه="" ينتقل="" من="" فرح="" إلى="" آخر..="" فهل="" يا="" ترى="" مصلحة="" الضرائب="" تعرف="" إيرادهم="" الحقيقى؟!="" المهم="" جاءت="" «كورونا»="" لتضرب="" هؤلاء="" فى="" مقتل..="" فلا="" أفراح="" ولا="" يحزنون="" واللى="" أكلوه="" بط="">

< لكن="" الوضع="" يختلف="" مع="" مطربى="" الإعلانات،="" رجالا="" ونساء="" وهؤلاء="" أجورهم="" تحسب="" بمئات="" الألوف="" من="" الجنيهات="" داخل="" مصر..="" والدولارات="" خارجها..="" ويعتبر="" شهر="" رمضان="" هو="" شهرهم="" الذى="" يعيشون="" على="" إيراده="" باقى="" شهور="">

والكارثة أننا لا نعرف لواحد - أو واحدة - من هؤلاء «أغنية فنية» واحدة.. تعلق فى الأذن.. أو تفهمها: لحنا أو كلمات أو حتى تشد الناس أداء.. فهل أحد من هؤلاء يصح أن يحملوا صفة المطرب، أو الفنان؟، دلونى على واحد ممن يملأون الساحة الآن يذكر الناس لهم لحنا أو أغنية واحدة.. ولذلك سوف ينتهون جميعا وكلهم من حياتنا.. وكفى عليهم أجور الإعلانات.. أو حفلات الزواج وهى بمئات الألوف فى الليلة الواحدة، ولذلك لم نجد فى حياتنا الآن لا عبدالوهاب ولا حليم ولا كارم محمود.