رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

قد يتصورها البعض قصصا وهمية.. من وحى خيال مؤلف.. أحداثا مفتعلة لزوم «الحبكة الدرامية».. لكن المذهل هو أن تكتشف أن هذه القصص حقيقية وصادقة.. وتسمع تفاصيلها من شهود عاشوها ورأوها رأى العين.

نتحدث عن قصة «العسكرى ياسر» التى دارت أحداثها فى حلقة الأربعاء من مسلسل «الاختيار».. والتى انتهت بمشهد خلع قلوب كل مشاهديها.. عندما طار ياسر نحو أحد التكفيريين رآه يتربص بالقرب من كتيبة القائد أحمد منسي.. ليلقى بجسده فوقه ويحتضنه ويتحول جسداهما الى أشلاء فى لحظة بعد أن يفجر التكفيرى الحزام الناسف الذى كان يرتديه.. وليفتدى المجند زملاءه كلهم بحياته وينال شرف الشهادة.

•• هذه القصة حقيقية

تكرر حدوثها مرتين على أرض سيناء.. ويعرف تفاصيلها ويتحاكى بها كل من كان له شرف المشاركة فى الحرب ضد مرتزقة ومجرمى وخونة التنظيمات التكفيرية.. الاختلاف الوحيد هو اسم المجند وفكرة انتمائه السابق لتنظيم الإخوان المسلمين أثناء دراسته بالأزهر.. ثم انشقاقه عنهم عندما علم بحقيقة فكرهم الشاذ.. فهذه فكرة من خيال المؤلف يمكن قبولها فى الإطار الفنى لأحداث المسلسل باعتباره عملا دراميا وليس تسجيليا أو توثيقيا.. وإن كان يتضمن الكثير من الوقائع والأحداث الحقيقية أو المشاهد المستوحاة من الحقيقة.

لقب «أسود الوطن» أو «الأبطال فوق العادة» أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى على الجنديين البطلين الشحات فتحى شتا ابن قرية رأس الخليج مركز شربين بمحافظة الدقهلية ومحمد أيمن محمد السيد شويقة ابن قرية الإبراهيمية القبلية مركز كفر سعد بمحافظة دمياط.. اللذين سجلا اسميهما وقصتى بطولتهما بحروف من ذهب ليس فى تاريخ العسكرية المصرية فقط.. ولكن فى تاريخ العسكرية العالمية كلها.. عندما قدما نموذجا فريدا للجندى الفدائى الفذ الذى يحتضن الموت بإرادته ويقدم حياته راضيا فداء لزملائه وسلاحه وكتيبته.. يفتديهم بجسده ويتحول الى أشلاء يصعب جمعها ودفنها.. ويصير «شهيدا بلا جثمان».

•• حكاية البطل «الشحات»

هذه القصة سمعتها حرفيا من جنود وضباط رأوها بأعينهم وعاشوا تفاصيلها.. كان لى شرف الالتقاء بهم فى اكتوبر عام 2015 داخل الكتيبة 101 «عرين الأسود» فى العريش التى يوجد بها مقر قيادة عمليات القوات المسلحة والشرطة فى شمال سيناء.. كلهم يتذكرون قصة بطولة الجندى الشحات شتا.. ويتحاكون بها بكل فخر واعتزاز.

حدث ذلك فى 29 يناير 2015.. عندما أراد التكفيريون توجيه ضربة قوية الى الكتيبة 101.. فاقتحموا بوابة الكتيبة بسيارة نقل تحمل 12 طن متفجرات.. وخلفها ميكروباص بداخله 5 تكفيريين يرتدون أحزمة ناسفة.. وتم تفجير السيارة بالفعل.. واتجه أحد التكفيريين الى مكان تجمع الجنود لتفجيرهم.. وحاول خداعهم بأنه أحد ضباط الصف.. إلا أن الشهيد الشحات اكتشف وجود حزام ناسف حول خصر التكفيرى.. وبدون تفكير انقض عليه وحمله وجرى به لمسافة 100 متر وهو يصرخ فى زملائه للابتعاد.. قبل أن يفجر التكفيرى الحزام ويمزق الانفجار جسدهما معا.. وينجو زملاء الشحات من مجزرة كادت تحصد أرواحهم جميعا لو حدث الانفجار وهذا التكفيرى يقف بينهم.

هنا أتذكر أننى سألت أحد المجندين: كيف استطاعت السيارة الملغومة الوصول الى بوابة الكتيبة؟.. فأجاب بأنها كانت تتردد من قبل على الكتيبة لنقل الاحتياجات من الأغذية وغيرها.. وان سائقها كان معروفا للجنود.. لكن التكفيريين استطاعوا شراءه بالمال لتنفيذ عمليتهم الخسيسة.

•• وقصة البطل «شويقة»

فى يوم 15 ديسمبر 2015 كان محمد أيمن شويقة متواجدا ضمن مجموعة جنود مكلفة بمداهمة بؤرة إرهابية بمنطقة زارع الخير فى قرية المساعيد بمدينة العريش.. وبعد اشتباك مع العناصر التكفيرية وتصفيتهم نزل شويقة من المدرعة حاملا سلاحه ليقتحم «عشة» داخل الموقع للتأكد من عدم اختباء أحدهم بداخلها.. وهو ما كان حادثا بالفعل.. إذ فوجئ بوجود تكفيرى بداخلها وعندما حاول القبض عليه رأى حزاما ناسفا حول خصره.. فألقى بجسده فوقه واحتضنه.. لينفجر الحزام ويمتص أيمن بجسده الموجة التفجيرية ويتمزق الى أشلاء.. لكنه ينجح فى انقاذ زملائه الثمانية الذين كان من بينهم اثنان من الضباط.

•• هكذا تحول المجندان الشحات وشويقة الى أسطورتين خالدتين تجسدان عظمة الجندى المصرى وبطولته الفذة التى تتوارثها الأجيال.. كنموذج للتضحية بالنفس والروح والدم فداء لتراب الوطن الغالي.. ولا نملك فى مثل هذه الأيام المفترجة إلا أن ندعو للشهيدين ولكل زملائهما من الشهداء بالرحمة والمغفرة.. وأن يتقبل الله شفاعتهم فى أهل بيوتهم.. ويلحقنا بهم فى جنة النعيم.. آمين.