لا تفوت الجماعة الإرهابية حتى الجائحة الفيروسية دون استباحة، النائب عن حزب المحافظين فى البرلمان البريطانى «أندرو روزينديل» يمكن تلقيبه بـ«كاشف الغطاء».
النائب يخشى تغلغلاً إخوانياً على الأراضى البريطانية، وطالب رئيس وزراء حكومة الملكة، بالإجابة عن تساؤلات بشأن تزايد أنشطة تنظيم الإخوان فى ظل تفشى فيروس كورونا.
النائب لا يخفى قلقًا من أن يكون التنظيم الإخوانى الإرهابى استفاد من الجائحة لتوسيع نفوذه فى المملكة المتحدة، وسأل النائب «روزينديل» وزيرة الداخلية البريطانية «بريتى باتل»، عن التقييم الذى أجرته بشأن زيادة نشاط تنظيم الإخوان فى بريطانيا نتيجة للانكماش الاقتصادى فى ظل انتشار فيروس كورونا.
النائب المصرى أحمد بدوى، رئيس لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، لم يكن أقل قلقًا وكشف عن رصد الأجهزة المعنية ألفى شائعة خلال شهر أبريل الماضى بثتها الكتائب الإخوانية على السوشيال ميديا، والتقارير المنشورة على موقع «المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة» تشير إلى سباق بين الإرهابيين إلى بث خطابات الكراهية وآرائهم المتطرفة، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأضحت المواقع زاخرة بالمعلومات المضللة التى تبثها تلك الجماعات لنشر الكراهية، كما تتيح تلك المواقع- فى ظل هذه الظروف الاستثنائية- الفرصة للجماعات المتطرفة للتواصل مع جمهور آخر غير الذى درجوا على الوصول إليه.
لافت للنظر أن الفاعلين المنتسبين للتيارات الإرهابية بمختلف أيديولوجياتها، أبدوا قدرات ملحوظة على التأقلم السريع مع تلك التغيرات الناجمة عن أزمة انتشار فيروس كورونا.. بل اتجهت بعض الجماعات الإرهابية إلى توظيف الفيروس كأداة لتحقيق أهدافها مثل محاولة بعض الإرهابيين فى تونس نشر الفيروس بين رجال الأمن خلال الشهر الماضى، والتحريض على نشره فى مصر من خلال فيديوهات تحريضية مصنوعة على الأراضى الأمريكية.
وليس ببعيد عن هذا تحذير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى (إف.بي.آي)، من أنّ الإرهابيين يناقشون إمكانية استخدام الفيروسات، وبالأخص فيروس كورونا، لتنفيذ هجمات إرهابية، باعتباره سلاحًا بيولوجيًّا، عبر ترك اللعاب على مقابض الأبواب فى مكاتب محلية لضباط «إف.بي.آي»، والبصق على أزرار المصاعد فى أحياء غير البيض (خصوصًا السود واليهود)، ووضع الفيروس فى معلبات رش للقيام بنشر رذاذه فى تلك الأحياء.
وكشفت المخابرات الأمريكية أن تلك المجموعات كانت تستعد بالفعل لإطلاق مجموعة من الهجمات المنظمة عن طريق زجاجات وبخاخات محملة برذاذ الفيروس فى عدة مدن وولايات أمريكية، مستهدفين بها تجمعات معينة لنشر الفيروس بصورة واسعة بينها.
ولعل هذا ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريش» للتحذير من خطر متصاعد فى المستقبل يتمثل فى شنِّ الإرهابيين هجمات بيولوجية سامة تهدف إلى انتشار أوبئة قاتلة مثل وباء كورونا، مؤكدًا «أن صور الضعف والقصور فى الاستعدادات فى مواجهة الوباء الآن تعطى رؤية عما يمكن أن يكون عليه هجوم وبائى محتمل على يد الإرهابيين، ويمكن أيضًا أن ترفع من مقدار الخطورة، التى تنشأ عن هذه الهجمات».
حادث تفجير بئر العبد ليس ببعيد، فهناك تحذيرات عدة من أن الجماعات الإرهابية على اختلاف توجهاتها يمكن أن تستغل انشغال الدول على مستوى العالم فى مكافحة تفشى فيروس كورونا ومعالجة تداعياته، لزيادة العمليات الإرهابية والأعمال العدائية كى تزيد من مكتسباتها على أرض الواقع.
وليس خافيًا عن المراقبين تحذير مفوض مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقى «إسماعيل شرقي»، من انعكاسات تفشى كورونا فى إفريقيا فى ظل رفض المجموعات الإرهابية والمسلحة إسكات صوت البنادق، إذ يتوقع استغلال الجماعات الإرهابية والمسلحة تفرغ بلدان القارة الإفريقية لمكافحة فيروس كورونا للقيام باعتداءات إجرامية خطيرة، خاصة أن دول القارة ستدفع بجيوشها إلى الميدان للمساهمة فى مكافحة تفشى الفيروس، ما يترك فراغًا أمنيًّا تستغله هذه التنظيمات الإجرامية مع زيادة معدلات انتشار فيروس كورونا.
لافتا إلى أن العديد من الجماعات الإرهابية قام بالدعوة للجهاد، معللةً ذلك بأن مقاتليها «سيحصلون على حماية إلهية من الفيروس»، إذا ما شاركوا فيما يُسمونه الجهاد، وتزايدت التخوفات من أن تقوم هذه الجماعات بتجنيد أو بالأحرى توجيه المقتنعين بأفكارها من المصابين المؤكدين أو المحتملين بفيروس كورونا لنشر الإصابة بهذا الفيروس القاتل بين الفئات المستهدفة من قبلها كقوات الأمن مثلًا.