عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالعقل

 

 

تمضى الأيام وتنقضى السنون وتبقى العبَر فى النفوس. فبعد ما يقارب من نصف قرن من الزمان عشنا مرها وحلوها، يأتى علينا شهر رمضان المبارك هذا العام وقد ضربت العالم بأسره جائحة كورونا بالهلع والرعب بل وتم تعطيل معظم الأعمال والأشغال الأمر الذى أصبح يهدد بكارثة اقتصادية عالمية.

فالتزايد الرهيب فى أعداد الإصابات والوفيات دوليا وما استتبع ذلك من إجراءات للعلاج والوقاية والترصد والمحاصرة للمصابين وكذا حالات الوفاة وما تبعها من طقوس وقد تملك الناس رعب وهوس كورونا نادرًا أن تشهده البشرية عبر السنين السابقة واللاحقة.

فتأتى ذكرى انتصارات العاشر من رمضان هذا العام استثنائية ممزوجة بمشاعر مضطربة ومتداخلة وأحاسيس متوترة تستشعرها النفس البشرية، وبخاصة سكان محافظتى سيناء، فبينما تختلط مشاعر الحزن على استهداف الكمائن واستشهاد خيرة أبناء الوطن وبين تضحيات الطواقم الطبية للتصدى للوباء المنتشر وكذا مشاعر الأسى لفقدان الأجواء الروحانية للشهر الفضيل.

يأتى مثل هذا اليوم منذ سبعة وأربعين عاما مضت وفى عصر يوم مشهود، السادس من أكتوبر عام ٧٣ (العاشر من رمضان ) وقد كانت سيناء بأسرها تخضع للاحتلال الإسرائيلى وحيث كان التعداد السكانى محدودا للغاية فلا يتعدى عشرات الآلاف والجميع يعرف بعضه بعضًا، فالقبائل والعشائر مترابطة ومتماسكة والتكافل الاجتماعى قائم على قدم وساق والأمل يدغدغ الكل بدحر المحتل.

وإذ ينطلق المذياع (الراديو) وقد كان الوسيلة الوحيدة الناطقة عبر الأثير، بصوت ابن سيناء الإعلامى اللامع ونجم الإذاعة والتليفزيون آنذاك المرحوم (حلمى البلك) بالبيان رقم (١) حيث مفاده بداية دخول قواتنا المسلحة حرب تحرير سيناء من دنس الصهاينة، وما إن توالت وتتابعت البيانات والأخبار وتناقلت المحطات الأنباء إلا وقد وجدت سكان هذه المنطقة الطيبين يتحلقون ويتشوقون لسماع وترديد المزيد من الأنباء والأخبار بوجوه مشرقة وسعادة غامرة وقد أسرع معظم أصحاب المحلات بجمع بضائعهم من الأرفف وتستيفها ونقلها إلى المخازن والبيوت وقد اخذوا فى تهنئة بعضهم البعض بقرب عودة السيادة المصرية لسيناء وقد ظلت هذه الأجواء واهتمامات أبناء البلد على نفس المنوال خلال المناسبات العامة والخاصة حتى تم الاتفاق على وقف اطلاق النار على الجبهة وما ترتب عليه من مفاوضات ومحادثات تم بموجبها تحرير سيناء وتسليمها كاملة السيادة المصرية، فكانت تلك المفاوضات لا تقل أهمية وشراسة من حرب التحرير نفسها، فقد ظل المفاوض الإسرائيلى ومن معه يراوغون ويماطلون ويتحججون ويتمسكون بكل الوسائل والحجج المشروعة وغير المشروعة لإطالة أمد البقاء والاحتلال فقد مارسوا كل الحيل واستعانوا بكل القوى وأهمها للحيلولة دون إحراز خسائر مادية ومعنوية باهظة فى هذا الخضم، لكن هيهات هيهات فقد كان للمفاوض والقادة المصريين القدرة والإرادة القوية والعزيمة الصلبة واليقين المبين للحق الأزلى والتاريخى بأحقية وأزلية مصرية سيناء المباركة الأمر الذى بفضله أعيد السيف إلى غمده وأشرقت شموس التعمير والتنمية، ولا تزال بفضل من الله وروح التضحية والفداء فى نفوس الأوفياء.

 

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد