هموم مصرية
الشخصية المصرية- لمن يعرفها جيدًا- مسالمة هادئة.. إلا لمن يمس العقيدة.. أو يدوس تراب الوطن.. وشهر رمضان يقول ذلك للعالم كله.. ويشهد التاريخ أن جيش مصر- وبالتالى شعب مصر- لم يخرج محاربًا أبدًا فى هذا الشهر إلا للدفاع عن الدين.. وحماية تراب الوطن.. وبالذات فى شهر رمضان، الذى يعتبره المصريون أفضل الشهور.. لأن فيه- أيضًا- يؤدى المصرى فريضة الصيام.. وفيه تنزل القرآن الكريم.. وعندما كان المصرى يجد نفسه مضطرًا إلى الحرب وإلى القتال فإنه يفعل ذلك فى شهر رمضان.. تأسيًا فى ذلك بالرسول الكريم عند فتح مكة.. وأيضًا بالوطنية المصرية التى تجلت يوم «العاشر» من رمضان لتحرير سيناء.
ولكن- وفى هذا الشهر للأسف- نجد من هم ليسوا إخوانًا ومن هم ليسوا مسلمين. وهذا التعبير قاله مرشدهم الأول ليتنصل من أفعالهم الإجرامية، بعد أن قتلوا المستشار الخازندار.. ثم النقراشى باشا رئيس وزراء مصر.. ها هم الإرهابيون يرتكبون جريمة أخرى وأيضًا فى سيناء وفى الشهر الكريم.. وكأنهم يريدون أن نتذكر جريمتهم الكبرى فى رفح عندما هاجموا موقعًا مصريًا ساعة الإفطار.. فهل هؤلاء فعلًا مسلمون.
< هو="" إذن="" أسلوب="" الجبناء..="" وتجلى="" فيما="" وقع="" من="" ساعات="" جنوب="" بئر="" العبد="" التى="" سبق="" أن="" شهدت="" جريمتهم="" بالهجوم="" على="" المسجد="" وقتل="" كل="" من="" فيه..="" وإذا="" كانت="" جريمة="" بئر="" العبد="" الأخيرة="" تنم="" عن="" الخوف="" والرعب..="" لذلك="" نفذها="" الإرهابيون="" ليس="" فقط="" عن="" بعد..="" ولكن="" بالعبوات="" الناسفة="" التى="" تم="" زرعها="" على="" طريق="" مرور="" دوريات="" الجيش..="" فهل="" الإرهاب="" هنا="" تزداد="" خشيته="" من="" المواجهة="" المباشرة="" مع="" رجالنا="" الأبطال؟="" هو="" إذن="" أسلوب="" الخسة..="" ولكن="" أن="" تتم="" تلك="" الجريمة="" فى="" رمضان..="" هذا="" هو="" أسلوب="" الجبناء،="" الذين="" لا="" يعرفون="" دينًا="" ولا="" عرفًا..="" ولذلك="" أسلوبهم="" دائمًا="" إما="" اضرب="" واهرب..="" أو="" اضرب="" عن="">
< وما="" يلفت="" النظر="" أيضًا="" إلى="" توقيت="" الجريمة="" أنها="" وقعت="" فى="" شهر="" أبريل="" الذى="" نعتبره="" شهر="" تحرير="" سيناء..="" فهل="" يا="" ترى="" هؤلاء="" هم="" أبناء="" وأحفاد="" أبطال="" سيناء="" الشرفاء="" الذين="" قدموا="" أرواحهم="" وكانوا="" أكبر="" دعم="" للجيش="" المصرى="" قبل="" وخلال="" حرب="" تحرير="" سيناء="" هذه..="" وهل="" جلس="" أحدهم="" يومًا="" مع="" الشيخ="" سالم="" الهرش="" كبير="" شيوخ="" سيناء="" الذى="" وجه="" طعنة="" رائعة="" للإسرائيليين="" فى="" المؤتمر="" الشهير،="" الذى="" نظمه="" موشى="" ديان="" ليعلن="" فيه="" مخطط="" إسرائيل="" بفصل="" سيناء="" مصر="" والدور="" الرائع="" الذى="" قام="" به="" الشيخ="" سالم="" الهرش="" فى="" هذا="" المؤتمر="" عام="">
< وهل="" سمع="" هؤلاء="" الإرهابيون="" عن="" منظمة="" سيناء="" العربية="" التى="" كان="" معظم="" أبطالها="" من="" أبناء="" سيناء="" وكانوا="" عيونًا="" لمصر="" على="" جيش="" إسرائيل..="" ومازال="" أبطالهم="" هؤلاء="" على="" قيد="" الحياة="" وفى="" مقدمتهم="" الشيخ="">
وكما هتف المسلمون الأوائل فى نهاية معركة أحد: شهداؤنا فى الجنة وقتلاكم فى النار، نقول الا قطعت أيديكم التى زرعت هذه العبوة الناسفة.. وأسقطت المزيد من شهدائنا، الا كلكم فى النار. أما شهدائنا فأحياء عند ربهم يرزقون.. ومن لا يرعى حرمة شهر رمضان لا حرمة له بل دمه مباح.. ولكنه لن يعوضنا ضحايانا الشهداء.