هموم مصرية
يبهرنى كثيرًا مخطط انقاذ البحيرات المصرية.. وأرى أن مشروع كل بحيرة الآن يصلح أن يكون مشروعًا قوميًا كبيرًا قائمًا بذاته.. وتخيلوا أن يصل هذا المشروع إلى ست بحيرات منها شمالية على البحر المتوسط: البردويل، المنزلة، البرلس، أدكو، مريوط وواحدة داخلية هى بحيرة قارون.. وبعد أن كانت شهادات الوفاة قد صدرت بالفعل لهذه البحيرات، بسبب طول فترات إهمالها.. ها هى الحياة تدب من جديد فى كل هذه البحيرات.. ودفعة واحدة.
ولكن تهمنى هنا أيضا بحيرات مالحة تقع الآن ضمن المجرى الملاحى لقناة السويس هى البحيرات المرة فى الجنوب قرب السويس.. ثم بحيرة التمساح وهى ملاصقة لمدينة الإسماعيلية.. فهل كان هذا القرب يعنى موت بحيرة التمساح؟.. أقول ذلك وأنا أعنى ما أقول.. لأن هذا القرب جعلها بؤرة تصب فيها مياه الصرف الصحى لكل مدينة الإسماعيلية وأيضا القرى السياحية التى أقيمت على ضفاف هذه البحيرة.
< وكانت="" مياه="" الصرف="" الصحى="" لكل="" هذه="" المدن="" تلقى="" فى="" بحيرة="" التمساح..="" وأحيانا="" بكل="" أسف="" كانت="" هذه="" المخلفات="" تلقى="" دون="" أى="" معالجة="" فى="" البحيرة="" وسبب="" تلك="" الجريمة="" نقص="" الأموال="" ما="" بين="" حربى="" 67="" و1973..="" وهى="" نفس="" الجريمة="" التى="" تكررت="" فى="" مدينة="" دمياط="" -="" فى="" نفس="" الفترة="" -="" إذ="" كانت="" تلقى="" فى="" مجرى="" النهر="" طوال="" هذه="" السنوات="" هذه="" المخلفات="" بسبب="" عدم="" قدرة="" محطات="" الصرف="" الصحى="" على="">
ومرة جمعنى لقاء بالدكتور أحمد جويلى - عليه رحمة الله - عندما كان محافظا بالإسماعيلية.. وجاء ذكر بحيرة التمساح. سألت الدكتور جويلى: إلى متى يستمر إلقاء مياه الصرف الصحى فى البحيرة؟ وأردفت أن هذه البحيرة كانت تمد الإسماعيلية ومدن عديدة بأفضل أسماك العائلة البورية وهى نوع السهلية وأصلها البحر الأحمر.. وسألته: ألم تلاحظ وأنت تأكل سمكة السهلية هذه أن بطنها مغطى بطبقة سوداء لزجة.. وابتسم المحافظ وهو يقول هذه المشكلة فى طريقها إلى الحل.. إذ نحن - أيامها - نقوم الآن أيامها بإزالة طبقة كبيرة من قاع البحيرة كلها للأسف من مخلفات الصرف الصحى وقال: لقد أزلنا ما يزيد على عمق متر كامل من قاع البحيرة.. وهذا يعنى أن الدولة أيامها بدأت تتحرك.. مستعينة بمعدات هيئة القناة.
< تذكرت="" ذلك="" وأنا="" أتابع="" من="" أيام="" الرئيس="" السيسى="" وهو="" يفتتح="" محطة="" صرف="" المحسمة="" لمعالجة="" مليون="" متر="" مكعب="" يوميًا="" كانت="" تلقى="" فى="" نفس="" البحيرة..="" ومنها="" أيضا="" مياه="" الصرف="" الزراعى..="" وهذا="" المشروع="" مزدوج="" المنافع.="" فهو="" مثلاً="" يجعلنا="" نستفيد="" من="" مليون="" متر="" مكعب="" وتحويلها="" من="" مياه="" فاقدة..="" إلى="" مياه="" مفيدة="" نستغلها="" الآن="" فى="" رى="" وزراعة="" ما="" بين="" 50="" ألفا="" و70="" ألف="">
ثم الفائدة الثانية وهى إحياء بحيرة التمساح سمكيًا.. لأن أسماك السهلية المشهورة سوف تأكل من قاع البحيرة.. ولكن غذاء بلا أى ملوثات سواء كانت من الصرف الزراعى أو الصحى.. إذ كانت هذه الملوثات تغطى قاع البحيرة بطبقة رهيبة من الملوثات.. بل والمبيدات الذائبة فى مياه الصرف الزراعى. وتخيلوا ما كانت تأكله هذه الأسماك من هذا القاع.
< الآن="" عادت="" وستعود="" أكثر="" -="" مياه="" التمساح="" نظيفة="" وسيعود="" القاع="" صحيا="" لحياة="" غذاء="" الأسماك="" مع="" القاع="" الجديد="" النظيف..="" والدليل="" أن="" بطن="" السهلية="" عاد="" نظيفًا="" كما="" كان="" منذ="" انطلقت="" السهلية="" من="" خليج="" السويس="" ودخلت="" البحيرات="" المرة="" ثم="" التمساح..="" وعرفت="" طريقها="" لتهاجر="" وتعيش="" فى="" البحر="" المتوسط="" وتصبح="" من="" ألذ="">
تلك هى بدايات «المشروع القومى المتعدد» الذى تنفذه الدولة الآن لإنقاذ وتطهير بحيرات مصر كلها: الشمالية والداخلية وكل ذلك يخفض من استيرادنا للأسماك.. مع تكامل هذه المشروعات مع مشروعات الاستزارع السمكى.
أنا أكثر المصريين سعادة بما يجرى فى بحيرات مصر أقول ذلك لأن الآن هو موسم السهلية المبطرخة.. اللذيذة.. وشكرًا يا سيادة الرئيس.