رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

لا نزايد على علم ووطنية الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف.. ولسنا مؤهلين لذلك.. كما أننا ندرك تماما حساسية موقع الوزير باعتباره المسئول المباشر عن إدارة شئون المساجد.. لكن ما رأيناه من الدكتور جمعة في عدة مناسبات كثر الجدل حولها ووضعته هو نفسه في مرمى النقد.. وآخرها مسألة منع إذاعة القرآن الكريم من المساجد قبيل أذاني المغرب والفجر.. يملي علينا بحكم واجبنا الديني والأخلاقي والاجتماعي أن ننبهه لما يصدر منه.. بحسن نية.. من آراء ومواقف ربما يكون في البعد عنها السلامة والنجاة من فتن نحن والوطن في غنى عنها تماما.

•• نتذكر

من قبل.. عندما أصدر الوزير قراره المنفرد بشأن إلزام المساجد بخطبة صلاة الجمعة الموحدة المكتوبة.. حذرناه.. ومثلنا كثيرون.. من تداعيات هذا القرار.. وبالفعل.. حدث ما حذرنا منه.. وأصدرت هيئة كبار علماء الأزهر بيانا شديد اللهجة.. أعلنت فيه بصفتها المسئولة دستوريا عن الدعوة الإسلامية رفضها البات والقاطع للخطبة المكتوبة.. التي اعتبرتها «تجميدا للخطاب الديني».. وتكبيلا لقدرة الدعاة والأئمة على مواجهة الأفكار المتطرفة والشاذة.. بالعلم والفكر الصحيح.. الذي يتطلب الاتصال المباشر والمناقشة والرد بالحجة والتفنيد لكل ما يثيره أصحاب هذه الأفكار من دعاوى محرفة ومغلوطة.

 ولولا أن شيخ الأزهر تنبه بعد إصدار هذا البيان إلى ما سيقع من لغط وشقاق بين الدعاة وبعضهم.. أو بينهم وبين الوزارة التي تشرف إداريا على عملهم.. فسارع بإصدار توجيهات لقيادات الأزهر بعدم تناول هذا الموضوع بالتعليق.. درءا للفتنة.. وفضا للاشتباك.. لحدث ما لا يحمد عقباه.. ووقتها اضطر وزير الأوقاف إلى تجميد قراره.. مع الاكتفاء بتوحيد موضوع الخطبة.

•• مرة أخرى

أثار الدكتور محمد مختار جمعة الجدل.. عندما أصدر في كلمة له أمام دورة تدريبية لمعلمى التربية الدينية بمشاركة وزارة التربية والتعليم.. حكما قاطعا بأن الدراسة بالأزهر.. تحديدًا فى المدارس والمعاهد والجامعات الأزهرية.. تحصن الطالب وتمنع اختطافه من جانب المتطرفين.. وهو حكم خطير لأنه لو تم الارتكان إليه لكان الأمر وكأنه دفن للرؤوس فى الرمال.. وإغفال واضح لوجود مشكلة حقيقية تتعلق بضرورة تنقية المناهج الدراسية الأزهرية.. وأن هناك بالفعل شواهد لارتباط فكر التطرف لدى الكثيرين من خريجى الأزهر بما درسوه من مناهج فقهية.. وعلى أيدى بعض الشيوخ والأساتذة والمدرسين الذين يعتنقون الأفكار المتطرفة.. ويشكلون القاعدة التعليمية لبناء الخطاب الدينى «المشوه» السائد.

•• ومؤخرا

عاد الدكتور مختار جمعة إلى دائرة الجدل.. خلال «محنة كورونا» الحالية وصدور قرار تعليق صلاة الجماعة بالمساجد ضمن الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة.. وغيرها من الدول أيضا.. للحد من انتشار عدوى المرض.. والرغم من أن القرار كان «قرار دولة» ولم يكن «قرار وزير».. والرغم أيضا من أن غالبية الناس قد تفهموا القرار وتقبلوه.. إلا أننا وجدنا الوزير مع دخول شهر رمضان يصدر تعليمات بمنع المساجد من إذاعة القرآن الكريم قبيل أذاني المغرب والفجر.. بل وزاد على ذلك أن هدد بعقوبات لمن يخالف هذه التعليمات من أئمة وقراء المساجد والعاملين بها.

وهكذا أثار الوزير جدلا في غير وقته وبلا أي مبرر.. خاصة وأنه لا يوجد أي ارتباط بين مسألة إذاعة القرآن من المساجد والإجراءات الاحترازية لمنع انتشار العدوى.. وهو الخيط الرفيع الذي التقطه المغرضون ومشعلو الحرائق والفتن ـ للأسف ـ ليصوروا للبسطاء والحمقى وضعاف النفوس أن الأمر لم يعد مجرد إجراء وقائي.. بل الهدف هو «إسكات المساجد» على حد ما يزعمون(!!).

•• ومن جديد

يضطر الدكتور جمعة إلى التراجع.. ويصدر بيانا مضمونه السماح بإذاعة قرآن المغرب والفجر من المساجد.. ولكن وفقا لشروط هي متحققة بالفعل مثل اشتراطه عدم دخول مصلين وضرورة وجود إمام معين من الأوقاف والاكتفاء بإذاعة القراءة من محطة القرآن الكريم .. وهو ما يدعو الى التساؤل: لماذا كان المنع إذن من الأساس في هذا التوقيت غير الملائم؟!.. ولماذا لم يصدر الوزير تعليمات داخلية للأئمة ومسئولي المساجد بمراعاة الهدوء.. بدلا من إتاحة الفرصة للمزايدين وللمتاجرين بالأزمة ليمارسوا هوايتهم في إشعال الحرائق ونشر الأكاذيب والضلالات؟!