رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

تطالعنا وسائل الاعلام يوميا بأخبار كورونا الكئيبة فى حصيلة ضحاياه ممن حصد المرض ارواحهم او اصيبوا به ولا يجدون أسرة بالعناية المركزة لنقص الاجهزة وينتظرون حتفهم. وازاء تضخم الأرقام حول حالات الإصابة والوفيات يزداد الناس إحباطًا تجاه ذلك المرض الذى ارتبط فى الأذهان بالموت رغم ان نسبة وفيات الانفلونزا العادية او التدخين او الضغط تفوقه فى الوفيات كثيرا، ومما يزيد الناس رعبًا من الكورونا ان العلماء لم يتوصلوا لمصل اوعلاج ناجع له حتى الآن وان البيانات والمعلومات المتداولة عن طبيعة الفيروس وطرق انتقال عدواه وأعراضه ليست مؤكدة، ونظرا لتشابه أعراضه فى مراحلة الاولى من سعال جاف وارتفاع درجة الحرارة وضيق بالتنفس وصداع والشعور بالإرهاق مع أعراض الانفلونزا والكثير من الأمراض الاخرى البسيطة، فإن الإصابة بأحد او بعض هذه الأعراض يقتل صاحبها رعبًا ان لم يكن على نفسه فعلى أهله وأحبابه المتعايشين معه خاصة مع صعوبة اجراء تحاليل الكشف عن المرض فلا يملك المصاب بتلك الأعراض البسيطة من أمره سوى انتظار الشفاء اوالاصابة بالعرض الأخير المؤدى للوفاة وهوالاختناق والفشل التنفسي ولا تستغرق رحلة الموت تلك اكثر من أسابيع قليلة معدودة على أصابع اليد الواحدة مما يحدو بالبعض الي اعتبار الكورونا اخطر من السرطان والأيدز اللذين يمهلان مرضاهم العديد من السنوات مع إمكانية التعايش معهما خلاف الكورونا.

ومن اثار التهويل الإعلامي السلبية على  سلوك الدهماء من الجهلة والمنحرفين اعتراضهم على دفن الموتى بالقوة وخوض المعارك دون ذلك، رغم قداسة مسألة الحياة والموت عند المصريين منذ القدم، ورغم حرمان المتوفى من الطقوس المعتادة للجنازات والمآتم والعزاء وحرمان الأهل من المشاركة لعزلهم الطبى. 

كما يزيد من رعب المواطنين إصابة المرض الكثير من الشخصيات العامة من أمراء وحاكمين وكبار رجال اعمال وأثرياء وشباب لم تغن اموالهم ولا سلطانهم ولا فتوتهم عنهم شيئا فأزهق ارواح العديد منهم رغم توفر الامكانات الضخمة لعلاجهم.

فهو يقضى على الحياة اكبر نعم الله علينا واكثر ما يحرص الانسان على حمايته وحفظه من الفناء والهلاك، فالحياة تعنى الحركة والنشاط لتوفير الطيبات والملذات التى احلها الله للاستمتاع بها وفى الموت بالكورونا نهاية لمتاع دنيانا وانتقال بنا من ظاهر الأرض الى باطن ثراها. 

وفى النهاية علينا التعامل مع الوباء دون تهويل اوتهوين بما يضمن استمرار الحياة بكل أنشطتها ومحاصرة الوباء بالالتزام بتعليمات الدولة وتوجيهاتها لسلامتنا وتجنب التهلكة، وان تتسع اهتمامات الدولة لتشمل مناحى الحياة المختلفة وعدم التمحور حول الكورونا فقط، فيجب علينا ان اردنا الإبقاء على الحياة  ان نلتزم بالإجراءات الاحترازية بكل دقة، ونتجنب الفزع المبالغ فيه الذى يصيب الافراد والدول بالموت الإكلينيكي لتوقف الأنشطة المختلفة بالمجتمع واثارها المدمرة على مستقبل الوطن والمواطن واثقين بالله وبانفسنا على تجاوز المحنة.

---

مستشار رئيس الحزب للعلاقات العامة