رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

 

التصدي للعمل العام في مصر.. أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر.. وعبئًا كبيرا تنوء بحمله الجبال.. في ظل الانفلات الأخلاقي الذي ساد المجتمع.. وسيولة الإعلام والتواصل من خلال وسائل «النيو ميديا».. والتي أصبحت أخطر سلاح تدار به حروب الأجيال الحديثة التي تستهدف العقول والعلاقات الاجتماعية بالتخريب والتدمير والتشويه.. وهو هدف أخطر وأكثر تأثيرا بكثير من الحروب العسكرية التي تستخدم فيها الأسلحة التقليدية.

 

< في="" الحروب="">

لا حساب لأي اعتبارات أخلاقية أو دينية أو إنسانية بشكل عام.. كل شىء مباح.. من انتهاك للحرمات.. ومساس بالشرف والكرامة.. دون أدنى احترام للحقوق والحريات وثقافة التحاور والاختلاف والتنوع.

كان نصيب مصر كبيرا جدا من هذه الحروب التي نجحت في توليد أزمة حقيقية في منظومة القيم والأخلاق في المجتمع.. وإحداث خلل جسيم في بنيته.. ووضعته على حافة الانهيار والتسيب والانفلات.. وانتشار ثقافة العنف والإرهاب.. المادي والمعنوي.. سواء على مستوى الفرد أو الجماعة.. حتى أصبح الكثيرون من ذوي الكفاءات والخبرات يفضلون الانسحاب والانزواء.. بعيدا عن مرمى نيران أسلحة التشويه والتدمير والإقصاء.. وهذه خسارة بالغة للمجتمع كله.. حيث يفسح هؤلاء بانسحابهم من العمل العام المجال للفاسدين والمرتزقة وعديمي المواهب والكفاءة ليقفزوا الى صدارة المشهد.. ومعهم ينتشر اليأس والإحباط وينعدم الأمل في المستقبل الأفضل لدى كل مكونات المجتمع.. وهذه هي الهزيمة بعينها.. لا قدَّر الله.

 

< هذه="">

زادت واستفحلت مع الانتشار العشوائى وغير المنضبط لمواقع التواصل الاجتماعى.. حيث يتوهم كل «ثرثار»، أن هذا الحيز الافتراضى الضئيل الحقير الذى يشغله فى ذلك «السيرفر الفسيح» هو كل العالم وما فيه.. وأن كل شعوب الكون تتابعه و«تتأوه وتتنهد» تفاعلاً وإعجاباً بما يتحفها به من «تشوهات» عقلية وأخلاقية.. إما أفرزتها بنات أفكاره المستغرقة فى الجهالة والرذيلة.. أو تناقلتها ببغاوات «الكيبوردات» عبر سلسلة ممتدة من «القص واللصق» والنسخ الأعمى تنتهى غالباً عند مصدر شرير.

هؤلاء «المهاويس» صار التطاول والسخرية والاستهزاء الذى يصل إلى حد «قلة الأدب» هو الستار الذى يخفون خلفه عورات فشلهم وضعفهم وتهافت آرائهم وضآلة حجمهم.. فتراهم ينصرفون عن الحديث الجاد العاقل الموضوعى.. ويتعلقون بالتوافه وصغائر الأمور وتبادل «القفشات» والنكات و«الإفيهات» و«الهأهأة» عبر حسابات السوشيال ميديا المسمومة.. كالذى حدث تجاه قضايا قد يصل تناولها بمثل هذا اللغو و«الخفة» إلى درجة الخيانة وانعدام الانتماء وفساد الأخلاق والضمير.

•• وفي هذا «الفضاء الأزرق»

تفاجأ بأشخاص لا ينتمون أصلاً لأفكار ولا أيديولوجيات ولا ثقافات هؤلاء الموتورين المشككين في كل شىء.. لكنهم ينقادون خلفهم ويسيرون فى قطيعهم ويرددون نفس تخاريفهم.. ويتناقلون دون وعى أو دراية منهم نفس مفردات وعبارات الخطاب التحريضى التدميرى الذى يتلاعب بمشاعر الجماهير ويداعب غرائزها.. بديلاً عن الخطاب العاقل الوطنى المتزن الذى يبنى ولا يهدم.. ينير ولا ينشر الظلام.. وهذا وضع مؤسف للغاية.

 

< نقولها="" مرة="">

إن ما يحدث الآن في المجتمع المصري.. من تشويه وإساءة وتطاول على رموزه.. ليس إلا انعكاسا لأزمة أخلاقية عامة.. بات التصدي لها واحتواؤها لا يقل أهمية عن مواجهة خطر التطرف والإرهاب.