ضربة البداية
قضيت أكثر من ثلاثين عاما أكتب فى مجال النقد الرياضى، وتابعت مجموعة كبيرة جدا من الأحداث الرياضية وأهمها بالطبع بطولات الساحرة المستديرة كرة القدم معشوقة الجماهير.. وأهم ما كان يشغلنى هو أن تسود الروح الرياضية.. واللعب النظيف والأخلاق داخل المستطيل الأخضر .. وأشد ما كان يؤلمنى ويعكر صفوى الخروج عن النص من أى لاعب أو مدرب أو من الجماهير .. لأننى أرى للرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة دورا مهما فى التقارب بين الشعوب وحل ما تعجز عنه السياسة.. وأستمتع دائما باللعبة الحلوة بعيدا عن ألوان الفانلات والتعصب الأعمى الذى أدى الى مشاكل وحوادث، وكان وراء سقوط الكثير من الضحايا.
ولقناعتى التامة بالعلاقة الوطيدة والوثيقة جدا بين الرياضة والفن، وأنهما القوة الناعمة التى يمكن أن تصل من خلالهما الرسائل الى الشعوب والجمهور فكرت فى المسلسل الإذاعى الذى سيذاع خلال شهر رمضان المبارك على إذاعة اسكندرية بعنوان: (أعصابك يا كابتن).. والذى حاولت من خلاله الوصول الى الهدف الذى أسعى إليه دائما، وهو محاربة التعصب الأعمى والتأكيد على أن الانتماء لا يعنى الخروج عن الآداب والذوق العام.
وتحمست السيناريست حنان غانم للفكرة وكتبت 30 حلقة فى إطار يغلب عليه الطابع الكوميدى للوصول الى الهدف الذى أسعى إليه.. وتحمس الفنان القدير والصديق العزيز محمد التاجى للمشاركة فى العمل، وأكد رغبته فى المساهمة فى توصيل فكرة تغليب الروح الرياضية بعد ما شاهدناه فى السنوات الأخيرة من مهازل بسبب التعصب الأعمى، والذى كان الشغل الشاغل للجميع قبل جائحة كورونا التى خطفت كل الأضواء.
تجربة جديدة نمزج فيها بين الرياضة والفن للوصول الى ما نحلم به دائما وهو أداء ممتع وجماهير مستمتعة بكل روح رياضية.
ولأن المنظومة كلها متفاهمة ومتفهمة لأهمية الهدف الذى نسعى إليه، فكان التجاوب مع العمل رائعا من رئيس الإذاعة محمد نوار ورئيس شبكة القنوات الموجهة منال هيكل ومدير عام إذاعة الإسكندرية جيهان مصطفى.. الكل تكاتف وتعاون لكى تصل الرسالة السامية وتخرج الى النور حتى ينتهى التعصب الذى حصد أرواحا بريئة وبكت العيون والقلوب على ضحاياه.