رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

حكاية وطن

 

المشهد الحضارى الذى رسمه المصريون بالتزامهم بدعوة الحكومة بالبقاء فى البيت للاحتفال بشم النسيم الأسرى بعد إغلاق كل المتنزهات والحدائق، يؤكد ارتفاع نسبة الوعى عند المواطن، وتصديقه الحكومة، وأنه يضع يده فى يدها عند الملمات، كما حدث فى أوقات عديدة مرت على البلد خلال العشر سنوات الأخيرة.

العالم منه الصديق ومنه العدو، ومنه الشامت، كان يترقب تصرفات المصريين يوم شم النسيم باعتبارهم أكثر الشعوب احتفالاً بأعياد الربيع، حيث كانت حديقة حيوان الجيزة أشهر حديقة فى العالم تسجل نسبة زائرين بالآلاف فى هذا اليوم بخلاف الشواطئ فى المناطق الموزعة فى كل المدن، والمناطق الساحلية والسياحية.

 فى هذا اليوم كان عمال النظافة يتحملون أعباء نقل مخلفات بالأطنان من بقايا الأسماك والفسيخ والرنجة والملانة والموز، اهتمام العالم بالمواطنين المصريين هذا العام مرتبط بفيروس كورونا الذى فرض الحظر المنزلى الإجبارى على مليارات البشر فى العالم، لأن البعض يتوقع ارتفاعاً كبيراً فى نسبة الإصابات بكورونا من وراء تكدس المصريين فى الشوارع، وكانت هناك جماعات تستعد للتشفى من أوضاعنا، وكان البعض سيربط هذا بضعف سلطة الحكومة على الشعب لو خرج الآلاف غير ملتزمين بالتوجيهات.

لقد كان المواطنون عند حسن ظن الحكومة التى عملت منذ ظهور الوباء على تخفيف آثار هذه الجائحة، واتخذت إجراءات أدت إلى بقاء مصر فى المنطقة الآمنة، وساعد تعاون الشعب مع الحكومة عن طريق التزامه بالبقاء فى البيت على تفادى موجة صعبة من الفيروس كانت ستصل إلى كل مكان فى المعمورة، وتخلف نتائج مدمرة.

خاب سعى الجماعات الكارهة للمصريين، وأكد المواطن المصرى أنه لا يعطى أذنه للشائعات المغرضة، وتعاون مع أجهزة الأمن فى أن يمر هذا اليوم بسلام.

لم تجد أجهزة الأمن التى كانت على أهبة الاستعداد لتأمين هذا الحدث مشقة فى تطبيق الإجراءات، فالمواطنون كانوا على مستوى المسئولية، ومر شم النسيم، وتنفست الطبيعة الصعداء.

تقارير حديقة الحيوان بعد أن غاب الزائرون لأول مرة أكدت أن الحيوانات كانت حزينة لافتقادها أصدقاءها فى هذا اليوم، وبدت العصبية على بعض الحيوانات كالقرود والأسود والنمور والسباع لأنها اعتادت التفاعل مع المواطنين، مشاعر الملل التى سيطرت فى هذا اليوم عوضناها بالحفاظ على صحتنا، وحماية أمننا القومى، ووجهنا رسالة إلى العالم بأننا بلد الحضارة، وأننا إيد واحدة فى السراء والضراء.

ساعات ونستقبل شهر رمضان، وقد تخف الإجراءات بعض الشىء، لكن لابد أن نكون حذرين من هذا الوباء الذى يجتاح العالم، سوف يقدم رمضان، وهناك ترخيص بالإفطار للمرضى، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين.

لن تطول أزمة كورونا، وسوف تتحول هذه الجائحة إلى ذكرى قد تكون أليمة، لكن سوف نستفاد منها، وفى مقدمة هذه الفوائد تطبيق العلم فى كل أمور حياتنا، فزمن العشوائية، والصدفة قراءة الفنجان لابد أن يولى، وتحل محله الدراسات المبنية على العلم والاستعدادات القصوى فى كل الأحوال.