رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

يا أخى مصر كبيرة قوى، وحضنها حنين قوى، وشعبها كريم قوى، لم يصدر منها حرف فى قرار يخص أحبتنا فى ديارنا، ورغم ضيقة الجائحة، لم تتبرم من الجاليات العربية المقيمين فيها، السورى له مثل المصرى، والسودانى يأكل من نفس الطبق، والفلسطينى له ما لنا وعليه ما علينا، والليبى.. إذا ما شالكم المكان تشيلكم العيون.

"الله يخليكي يا شدة ياللى تبينى ده من ده"، أسمع فى الجوار ضجيجا، ألمس فى الجوار ضيقًا بالعمالة المصرية وغيرها، ورغم كرم الشعوب الخليجية، أسمع حكيًا بغيضًا من أفواه جبلت على عدم الإنسانية، إحداهن نائبة كويتية تتقصد العمالة المصرية، صور محزنة، وكلام كوسخ الودان، ما بال هؤلاء؟

مصر الكبيرة لا تتبرم بمن فيها، وتكرم وفادة من لجأ إليها، ولا تفرق بينهم والمصريين، وصاروا كما يقولون كلنا فى الهم مصريون، فى قلوبنا مسكن، وفى عيشنا مأكل، هذه طبائع المصريين، ويصدق فيهم القول العميق، «الكريم لا يضام».

وتحسبهم اغنياء من التعفف، ونحن فى قلب الجائحة، وتحسبها الحكومة بالجنيه، وباليوم، وتراجع الأرصدة الطبية والتموينية، لم يخرج مصرى واحد يطلب ترحيل المقيمين، لأن مصر ليس فيها مقيمون، فيها محبون، فيها أخوة، ملايين لا تعد ولا تحصى يقتسمون الغموس الحاف، ويشطرون الرغيف أبو شلن، برضا نفس، وبمحبة، المصرى لو فى بيته ما يعزها على غريب، ويعزم بقلب «وربنا».. لا يوجد فى بيته طعام وشراب، «ولاقينى ولا تغدينى» مثل شعبى معمول به، معتمد فى الحكى الشعبى، عنوان مصرى فى ابتسامة اللقاء.

فيضان النيل علم المصريين العطاء من فيض الكريم، عطاء بلا حساب، وأجود من الريح المرسلة فى الجوائح، التى تفقر البيوت، لم يشعر غير المصرى بأنه غريب بل حبيب، يستشعر محبة فى حله وترحاله، وفرصة العيش الكريم، مصر ليس فيها «مخيمات لاجئين»، مصر تفتح البيوت للمحبين، ليس بيننا لاجئون، نبغض هذا الوصف على إخوتنا، ولا نتاجر بهم، ولا نطلب من الاتحاد الأوربى يورو أو دولارًا، ولا نتنطع على الوكالات لقبض ثمن بعد الرؤوس.

الشعب المصرى يضرب أروع الأمثلة الإنسانية فى التعامل مع إخوته فى شدة الجائحة، ولم يشتط مصرى كما يشتط البعض خليجيا، ويطالبون بطرد العمالة أو إنهاء الإقامات وخلافه من حكى محزن نتسمعه فنعجب من فظاظة الحكى، وقساوة اللفظ، وعدوانية «من امثال البغيلى الكويتى الكريه» غير مبررة أخلاقيًا، تحرك نوازعها الشريرة أغراض سياسية، ما وراء الأكمة ما وراءها، وراءها شيطان رجيم اسمه الإخوان الإرهابيون!

معلوم «مبارك البغيلى» لا يعبر عن كرام الكويت، و«صفاء الهاشم» لا تعبر عن فضليات الكويت، وفانلة الكراهية فى مدرجات «رادس» لا تعبر عن حنايا قلب تونس، وفيديو الكراهية فى مدرجات امدرمان لا يعبر عن وجدان السودان، جميعها خلايا إخوانية نائمة وتستيقظ فى المحافل العربية كارهة لكل ما هو مصرى.

حان وقت التفرقة الواضحة، بين الشعوب العربية فى تجليها حبا لشعب مصر، والذئاب الإخوانية المنفردة، التى تكره شعب مصر، التفرقة بين لافتات إخوانية منقوعة فى بئر مسمومة مرفوعة خلسة هنا أو هناك، وبين ما وقر فى قوب الملايين العربية من حب مصر والمصريين، التفرقة واجبة بين الظواهر الصوتية الكاذبة، وبين حنين القلوب العربية للقلب المصرى الكبير.

مخطط الإخوان المفضوح ومنذ سقوط دولة الخلافة من فوق جبل المقطم فى 30 يونيو، اغراق مصر فى بحر من الكراهية العربية والإسلامية، واستزراع البقاع العربية الحبيبة بحيات الكراهية السامة، تسمع جلياً صدى الكراهية الإخوانية، صوت نشاز يهتف ضد مصر فى مظاهرة جزائرية، أو هتاف كريه ضد مصر فى تجمع سودانى، أو تمزيق علم مصر فى مدرجات تونسية، صورة شاذة تسلط عليها كاميرات قطرية عقورة وتنقلها عالميا، وكأنها اتجاه أو سياق وهى لا تعدو صورة مدفوعًا ثمنها ويرتديها أجير مستأجر.

أقول قولى هذا حتى لا يسقط بعض المصريين فى شباك الصياد، ويبادلوا الشعوب العربية الكراهية، فيصبحوا على ما فعلوا نادمين، ونتبين اولا مصدر التغريدة والتتويتة، حتى لا نصيب شعبا بجهالة، فلا تغريدة البغيلى تعبر عن الكويت، ولا صفاء تعبر عن أهلها، التفرقة واجبة، والخلط هنا خطير، يصيبنا بما هو اخطر من فيروس كورونا، يصيبنا فيروس الكراهية وهى اشد خطرا.

الوقيعة التى يخطط لها الإخوان بين المصريين والشعوب الشقيقة والصديقة يستوجب كشفها، وتعريتها، والتحذير منها، فليس كل ما يرفع فى التجمعات الشعبية العربية حقيقيا أو معبرا عن تيار حقيقى، ولكنه مصنوع، ومخطط، وممنهج، لإحداث الوقيعة.

قد يغم على البسطاء إدراك جنس الهتاف، فإذا سمعتموه ميزوا الصوت، صوت إخوانى لئيم، يفح الثعبان الإخوانى فحيحا ذا جرس، يبخ سما زعافا فى الآنية العربية يسممها، يتمنى احترابا مصريا/ عربيا، يخطط لقطع فروع الشجرة المصرية ممتدة إلى العواصم العربية ظلا وافرا.

الحضور المصرى فى العواصم العربية ثقيل على إخوان الشيطان، والنموذج المصرى فى الاستقرار والتنمية، يذبح قلوبهم، يستوجب فضح هذه الوجوه الإخوانية، وحصرها وحصارها فى بئر كراهيتها، لا يجب أن تعمم هذه النماذج أو تعامل باعتبارها تعبيرا عن شعوب تحب كل ما هو مصرى حتى أغنية «بنت الجيران».