رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

 

 

 

أنا ما زلت أتذكر هذا التاريخ جيدًا، كان ذلك فى عام 1996 حين أصدر أسامة بن لادن بيانا استاء فيه من وجود القوات الأمريكية الكافرة فى جزيرة العرب، وبعدها بأيام استطاع الرجل أن يستصدر فتوى تؤيد هدفه وهو إخراج القوات الكافرة من جزيرة العرب.

كان هدف بن لادن هو تجييش علماء المسلمين ضد الكفار والحصول على غطاء شرعى لقتل كل أمريكى أينما كان الذين وضعوا له الفكرة وضعوا لها مبررًا، هو أن الأمريكان يحتلون بلاد الحرمين، وأن كل أمريكى يعتبر شريكًا فى هذا الاحتلال، وبالتالى فإن قتل الأمريكان هو عمل مشروع، وبما أن أمريكا هى العدو الأول للإسلام وهى تتربص بالمسلمين فيجب أن يشعر كل مسلم أنه عدو لأمريكا وبالتالى تتحول القضية لقضية إسلامية.

وعلى إثر هذه الدعوى جاءت الضربة الأولى حين نسفت شاحنتان ممتلئتان بالمتفجرات سفارتى أمريكا فى كينيا وتنزانيا، ثم جاءت الضربة الثانية وهى أحداث 11 سبتمبر، ولم تمض على وقوع كل ضربة عدة دقائق حتى طرحت وسائل الإعلام اسم متهم رئيسى مستندة فى ذلك إلى البيان الذى أصدره وإلى فتوى علماء الإسلام!

ومنذ أيام قرأت بوست لأحد شباب إحدى الهيئات القضائية أعلن فيه عن استيائه من التقارب الأمريكى السعودى وطالب بعدم اقتراب ترامب من بلاد الحرمين مستشهدًا فى ذلك بآية من القرآن وأزعجنى هذا البوست لا لأن كل الدساتير المصرية نصت على أن القضاة مستقلون ونظرًا لحساسية وظائفهم منعهم القانون من التداول من بعيد أو قريب من الصراعات السياسية وإنما لأنهم ملزمون بإعمال مبدأ الحيدة الذى يوجب عليهم البعد عن التعصب والمحاباة وعدم تفضيل شخص على آخر.

أنا شخصيًا أؤمن بالحكمة القائلة: إن السلوك القتالى هو الهدية التعسة التى يهديها الإرهاب إلى الدين والأخلاق وليس الإرهاب ماثلًا فى استخدام السلاح فحسب بل قد يكون بالكلمة المسطورة أو المنطوقة، كذلك فأنا أرفض هذه الصور من الإرهاب لتصفية بهتانه وعداوته.

صحيح أن الإرهاب يبدأ فكراً، وصحيح أن الدولة تواجه حملة القنابل والرشاشات تاركة البوم ينعق فى كل مكان، ناسية أن الإرهاب بالكلمة إنما يولد الإرهاب بالمدافع، وأن هذا المسلك الذى ينم عن التعصب هو رجل يفرق بين الناس على أساس الدين وهو لا يصلح أن يفصل فى منازعات البشر، فليست المتفجرات التى تغتال شعبًا إلا ثمرة لهؤلاء الذين تصوروا أنهم يحتكرون الحقيقة وأنهم يمتلكون دون سواهم الحق المطلق، إن التعصب هو المولد الذى تنطلق منه كلمات التكفير ورصاصاته على السواء.