هموم مصرية
سألنى شباب كثيرون: لماذا العاصمة الإدارية الجديدة.. الآن؟ وبعيداً عن الإجابات التقليدية وأهمها ما وصلت إليه حال القاهرة العاصمة التاريخية نقول: هى خطوة جادة لتحريك دولاب العمل.. لتوفير فرص عمل للكثير من العاطلين، وبالذات فى مجال البناء والتعمير، أى من المهندسين على قمة هذه العمالة.. إلى عامل يحمل «القصعة»، يعنى كل مراحل البناء.. وتخيلوا من بداية محاجر الرمال ومصانع الطوب وحديد التسليح.. إلى النجارة والسباكة ومصانع البلاط والسيراميك وبالطبع الأسمنت.. والأدوات الكهربائية وتوصيلات المياه والصرف الصحى. وصولاً إلى أدوات الإضاءة والديكور والنقاشة والتشطيب يعنى كل العمالة العاملة فى مجال المعمار.. أليس كل ذلك توفيراً لفرص عمل غزيرة بين كل هذه الفئات؟!
بكل صراحة.. هى التطبيق العملى «الأساسى» لتنشئ سوق العمل وهى سياسة تعتمد على أن تقوم الدولة بدورها الطبيعى والرائد لفلسفة مصانع كثيفة العمالة.. وسريعة العائد.. وهذه هى السياسة التى طبقتها أوروبا كلها واليابان بمجرد أن انتهت معارك الحرب العالمية الثانية، والهدف هو استيعاب كل القوات العائدة من ميادين القتال.. وهذه يجب أن توفر لها ولهم الدولة لقمة العيش من خلال توفير فرص العمل.. وأيضاً استيعاب الشباب الجدد الذين كانوا أطفالاً خلال الحرب.
< وهذه="" الفلسفة="" درسناها="" ونحن="" فى="" المدارس="" والجامعات="" هو="" ما="" عشناه="" بمجرد="" انتهاء="" الحرب="" أى="" تتولى="" الدولة="" تنفيذ="" سلة="" من="" المشروعات="" القومية="" الكبرى..="" وهى="" نفس="" السياسة="" الرشيدة="" التى="" حاولت="" بها="" أمريكا="" ـ="" مثلاً="" ـ="" أن="" تواجه="" مشاكل="" الأزمة="" الاقتصادية="" العالمية،="" وكان="" الهدف="" هنا="" هو="" إنقاذ="" المجتمع="" من="" نتائج="" تزايد="" البطالة="" بكل="" ما="" تحمله="" هذه="" البطالة="" من="" أفكار="" وسلوكيات="">
أى تتولى الدولة بنفسها ذلك.. فهل يختلف هذا عما تنفذه الدولة الآن من مشروعات قومية سريعة وعاجلة من شبكات طرق وجسور ومحطات وأنفاق.. وبالطبع تلك المدن الجديدة التى يجرى تنفيذها فى بحرى.. والصعيد.. وفى المقدمة العاصمة الإدارية الجديدة.. وبالطبع لابد أن تكون هذه العاصمة هى الأكبر.
< هنا="" لا="" يهتم="" مصدر="" تمويل="" تنفيذ="" هذه="" المدن،="" والعاصمة="" الإدارية،="" فى="" مقدمتها..="" لأن="" عائداتها="" المادية="" ليست="" سريعة..="" بل="" يتحقق="" ذلك="" بعد="" سنوات="" عديدة..="" وهى="" مشروعات="" لا="" يقدم="" عليها="" رجال="" المال="" والأعمال="" ولا="" أى="" مستثمر..="" لا="" محلى="" ولا="" عربى="" ولا="" دولى..="" هنا="" تتولى="" الدولة="" هذه="" المسئولية="" المالية،="" ومن="" الخزانة="" العامة="" مع="" حصيلة="" بيع="" الأراضى="" فى="" هذه="" المناطق،="" أى="" المدن="">
ترى.. هل تجدى هذه الإجابات.. هل يقنع الشباب وأكثرهم يتساءل عن ايجابيات هذه الإنشاءات.. وهى إيجابيات أراها عديدة ومؤكدة.. بل أراها ضرورية تماماً مثل السبب الذى أراه دافعاً إلى إنشاء هذه العاصمة الإدارية هذه.