رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

الآن، أنتظر من الدولة المصرية والحكومة المصرية ان تكشف عن أوراق الضغط على الحكومة الاثيوبية، لإعادتها الى مائدة التفاوض من جديد.. وأتمنى ان تشرح الحكومة البدائل لديها لتحافظ على نهر النيل من اى عدوان دون ملاسنات او التهديد بالحرب.. فلا يعنى فشل المفاوضات ان تتعرض حصتنا من مياه النيل للعدوان.. ولا يعنى ان الحلول السلمية انتهت.. فالدولة المصرية يالتأكيد لا تعدم الحل!

فلا يمكن ان نترك الشعب نهباً لليأس او الشكوك بأن مصر لا تملك شيئاً، فنحن نعرف ان اثيوبيا ماطلت، ونعرف انها استغلت حسن النية واستغلت انشغالنا فى ملفات خارجية، وتبنت مؤامرة لتعطيش مصر..  ونعرف ان تصريحات المسؤولين تتحدث عن مخالفة القانون الدولى، حين تلجأ اثيوبيا لملء السد من طرف احادى.. المهم ماذا نفعل ازاءها؟.. وما هى الخطط البديلة التى تبنتها مصر حال فشل المفاوضات؟.. غير معقول ان مصر ذهبت الى التفاوض، ولم تضع فى اعتبارها واحداً فى الألف ان تفشل المفاوضات!

إن تلويح اثيوبيا بملء السد يعيدا ًعن دول المصب ليس فقط مجرماً طبقاً للقانون الدولى، ولكنه اعلان صريح بالحرب.. فما هو رد فعل مصر والمصريين؟.. أين امريكا كدولة وسيطة راعية للمفاوضات؟.. هل نعيش عقوداً على طريقة ملف السلام؟.. هل استفادت اثيوبيا من خطة تل ابيب فى السلام وطبقتها فى سد النهضة؟!

وانا هنا لا أدعو للحرب فهى ليست خياراً مطروحاً ولا جيداً لإنهاء الأزمة.. وإنما ادعو لدعم القيادة السياسية، والتحلى بالصبر حتى يمكن اتخاذا التدابير اللازمة لعدم تعطيش المصريين.. هذا وقت ليس وقتاً للسخرية والتريقة!.. وقد يلوم البعض خطأ على مصر انها كانت حسنة النية.. وفى الحقيقة فقد كانت مصر تريد ان تقدم ارضية جيدة للتفاوض تسمى ببيئة صالحة للمفاوضات لا ترى فيها اثيوبيا ان المياه مياهها وعلى من يتسول شيئاً ان يكون بالمعروف!

نعم لدينا حقوق تاريخية فى النيل ولدينا قانون دولى يحكم الأمر..وفى تقديرى ان مصر نجحت خلال المفاوضات ان تكون دولة راقية.. ذات حضارة عظيمة.. ولكن اثيوبيا لديها ميراث طويل من الغضب استحضرته كله فى مفاوضات سد النهضة باعتبارها صاحبة النيل.. وهو امر لا يمكن التسليم به اطلاقاً، ولابد من الرجوع للتفاوض عبر مجلس الأمن.. لأن النيل حياة او موت.. ولا يجب ان تضطرنا اثيوبيا للتلويح بحلول اخرى غير سلمية!

وباختصار كلى ثقة فى قيادة الرئيس لهذا الملف وملفات اخرى، وطنية حساسة .. واعرف انه بحث بدائل كثيرة، لكن يبقى النيل هو الأصل.. ولا يمكن التفريط فيه باى قدر.. ومازالت المفاوضات مفتوحة فى واشنطن الأسبوع القادم.. فالأمل مازال قائماً .. والأمر يتوقف على حكمة قادة اثيوبيا!