رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع كثرة الأحداث العالمية التى وقعت فى الأيام القليلة الماضية وتضاربها وتشابكها، جلست مع نفسى أتساءل، هل ستدور الحرب بين أمريكا أو إسرائيل وبين إيران؟ أم أن الحرب قادمة بين مصر وتركيا فى ليبيا؟ وللحق فإننى مع كثرة الأحداث وتشابكها، لم أجد ردا قاطعا عن تلك الأسئلة، وإنما هو مجرد اجتهادات مني.

فعن الحرب المتوقعة بين أمريكا أو إسرائيل من ناحية وبين إيران من ناحية أخرى، هناك بالقطع احتمال كبير على وقوع حرب بينهما، ولكن هل ستكون تلك الحرب حربا شاملة أم أنها ستكون مجرد ضربة محدودة؟ فهذا الأمر لا يعلمه إلا الله سبحانه، فالشواهد تقول إن إيران لابد لها أن ترد على مقتل قائدها رئيس فيلق القدس الفريق قاسم سليمانى، الذى تعتبره الإدارة الأمريكية الراعى الرسمى للإرهاب فى منطقة الشرق الأوسط.

لقد أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مسئوليته عن مقتل الفريق قاسم سليمانى ورفاقه فى الضربة الجوية التى نفذتها طائرة أمريكية مسيرة، وبالتالى فإن إيراد حفاظاً لهيبتها فى منطقة الشرق الأوسط، سوف تسعى للرد على هذا التصرف، سواء بنفسها أو عن طريق حليفها المعروف حزب الله، وذلك إما بتوجيه ضربة عسكرية ضد القوات الأمريكية المنتشرة فى المنطقة، أو باستهداف مصالحها خاصة مع إسرائيل، وبالقطع فإن أمريكا أو إسرائيل سيردان بدورهما إذا ما تعرضت مصالحهما لأى خطر من الجانب الإيراني.

وللحقيقة.. فإن إيران تعتبر هى العقبة الوحيدة التى تهدد المصالح الأمريكية والإسرائيلية فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة أن إيران تسعى لإنتاج القنبلة الذرية، وبين يوم وآخر تعلن عن تخصيبها اليورانيوم. هذا الأمر يرعب كلا من أمريكا وإسرائيل، وبالتالى فإن مؤشرات نشوب حرب وشيكة بين أمريكا أو إسرائيل وبين إيران احتمال قائم، إنما حدود تلك الحرب وآثارها وأبعادها، وهل ستكون مجرد ضربة عسكرية خاطفة؟ أم أنها ستكون حربا شاملة تقضى على الأخضر واليابس؟ الله أعلم..!!!.

فى تقديرى، فإن أمريكا لا تريد القضاء على إيران، أو بالأحرى فإنها لن تسعى للقضاء نهائيا على النظام الإيرانى، فهى تعتبر أن هذا النظام هو مصدر الرزق بالنسبة لها، لما يمثله من تهديد واضح لدول الخليج، وبالتالى فإن إخوتنا فى دول الخليج يطلبون الحماية الأمريكية، وعليهم أن يدفعوا مقابل تلك الحماية. ومن هنا فإن من مصلحة أمريكا الإبقاء على النظام الإيرانى باعتبار أنه الدجاجة التى تبيض لها الذهب. إذن، فمن المتوقع أن تقتصر المواجهة القادمة بين أمريكا وإسرائيل وبين إيران، على مجرد ضربة خاطفة من أجل تأديب النظام الإيراني.

أما عن المشكلة الليبية بين مصر وتركيا، فالبادى أن كلا البلدين يتوعد الآخر، فبينما تركيا تعلن عن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، فمصر تتوعد بالتصعيد، فى حالة حدوث أى تدخل أجنبى فى ليبيا. ولكن، فى تقديرى، فإن أمريكا لن تسمح لتركيا بالمساس بأمن مصر. صحيح أن أمريكا وتركيا على وفاق دائم لاسيما أنهما شريكان فى حلف الناتو، وقد سبق لأمريكا الانسحاب من سوريا وتركت الساحة لتركيا لتحتل مكانها فى منطقة الأكراد السورية، ومع ذلك فإن أمريكا - بلا شك - لديها أيضاً علاقات طيبة مع مصر. ومن هنا، فإنى أتوقع أن تتدخل أمريكا لمنع تركيا من إرسال أى جيش نظامى إلى ليبيا حفاظا على الأمن القومى لمصر.

ومن هنا.. فإنى أتوقع أن تقتصر تركيا على إرسال بعض الميلشيات والمرتزقة من سوريا أو العراق إلى ليبيا، وفى نفس الوقت فإن مصر - بالقطع - ستدعم الفريق حفتر، بمجموعات من الفدائيين مع السلاح اللازم للدفاع عن الحدود المصرية الليبية. ذلك أن تركيا - فى الحقيقة - لا يعنيها الدخول فى حرب مع مصر، ولكن كل ما تسعى إليه هو غاز المتوسط، فهى تسعى إلى التنقيب عن البترول فى البحر المتوسط، وهذا ما حدث بالفعل بناء على اتفاقها مع حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا.

وعلى كل حال.. هذا هو تصورى للصدام المتوقع، بين أمريكا وإسرائيل وبين إيران من ناحية، أو بين تركيا ومصر من ناحية أخرى. كل ما أتمناه أن يبعد الله عنا طبول الحرب وسفك الدماء، وأن يوفق رئيسنا فى مسيرته نحو تحقيق مستقبل أفضل للبلاد، فنحن فى مرحلة بناء مصر الحديثة، ولكن بالقطع ليس على مصلحة مصر وأمنها.

وتحيا مصر.