عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

العادات كما هو معلوم نكتسبها بالوراثة أو خلال ممارستها عبر الزمن، والعادات قد تكون سلوكيات، وقد تكون أفكارًا ومعتقدات، وتغييرها أو إحلال غيرها بدلا منها يمكن تحققه عبر خلق أنماط حياة جديدة، بإنشاء أو استحداث ما يجبر الشخص خلال فترة زمنية قصيرة على نمط حياة جديد، وهو ما يعمل العامة به والنساء يوصين بعضهن به: «ابنك على ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه»، الطفل يولد صفحة بيضاء يسهل فيه غرس الأفكار والعادات التى نريدها، أما الزوج فقد سبق واعتاد، وإجراء عملية إحلال وتجديد لما تربى عليه، يأتى بالتعويد، بإلزامه بعادات وسلوكيات جديدة خلال الزمن، وهو ما تقوم به الزوجة معه خلال السنوات الأولى من الزواج.

هذا على نطاق الفرد، أما بالنسبة للجماعة أو لرأى عام تم ترسيخه منذ سنوات، فهذا يحتاج إلى عملية تفكيك للوعى الجماعى عبر وسائل الإعلام، والقوانين، وعن طريق تغيير أنماط المجتمعات، على سبيل المثال إدخال الصناعة فى المناطق غير الصناعية، الزراعة فى المناطق الصحراوية، وإدخال السينما، الملاهى، المقاهى، وسائل اتصال سريعة: تليفون، تلغراف، محمول، إنترنت، شق طرق، وسائل مواصلات سريعة، إدخال تكنولوجيا متقدمة للزراعة أو الصناعة، هذه المدخلات تغير خريطة القرية أو المدينة على أرض الواقع، وبالتالى تدخل عادات جديدة على سكانها وعلى المتعاملين معهم.

إنشاء مصانع الغزل فى المحلة الكبرى وفى كفر الدوار خلق طبقة جديدة، وهى طبقة العمال والموظفين والمهندسين، سكان هذه المدن كانوا يعملون فى الزراعة والتجارة وبعض الحرف التى تخدم على الحياة الاجتماعية، نمط الحياة لمن عملوا فى المصانع تغير، أصبحوا يتناولون وجبة الغذاء بعد عودتهم من العمل، ووجبة العشاء بعد صلاة العشاء أو قبلها، قبل العمل بالمصنع كانت الوجبة الرئيسية لأهل القرى والتجار وأصحاب الحرف هى وجبة العشاء، كانوا يتناولون وجبة سريعة فى المحل أو الحقل أو الورشة نهارًا، وبعد عودتهم يتناولون الوجبة الرئيسية، هؤلاء العمال ارتبطت حياتهم بصرف المرتب فى أول الشهر، يؤجلون شراء الاحتياجات الرئيسية لأول الشهر، ملابسهم دخل عليها تطوير، أصبحوا يرتدون الأفارول والقميص والبنطال بعد أن كان أغلبهم يرتدى الجلباب، حكاياتهم تحولت إلى جهة عملهم، العمال أدخلوا أولادهم إلى المدارس كى يتعلموا ويلتحقوا بالعمل فى المصنع، بعضهم وصل بأولاده إلى التعليم العالى، لكى يصبح مهندسًا أو محاسبًا مثل قياداته فى المصنع، فكروا فى الارتباط بعلاقة نسب مع زملائهم أو قياداتهم بعد أن كانت بالأقارب أو من الجيران.

دخول الكهرباء إلى القرى والأحياء غير من أسلوب حياة السكان بشكل كبير، جرأ على الزيارات الليلية بعد أن كانت مخيفة وخطرة، وشجع على السهر، وبدد حكايات العفاريت والجن التى ذكرناها بالأمس، الكهرباء أنارت الطرق والبيوت، والعفاريت والجن لا تظهر سوى فى الظلام، مع الأيام اختفت حكايات وحواديت العفاريت الليلية، وتغيرت أفكار اعتادها المواطن لسنوات.

[email protected] com