رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر بعيون مغربية

 

 

 

 

منذ أن وطأت قدماى مصر، أشعر بأننى ولدت، وترعرعت فيها، ربما هذا الشعور من عند الله، الجميع يعرف أن الله عز وجل خص مصر بمكانة خاصة ومختلفة، وأعتقد أيضاً أن هناك عوامل ومؤثرات بشرية ساهمت فى وجود هذا الشعور لدى كمواطنة مغربية.

سكان مصر يفضلون وصف بلادهم بـ«أم الدنيا»، وهى حقاً كذلك، بلد لا يشعرك بالغربة، مزيج من الحضارة، الجمال، الأدب، العلوم والفنون، ناهيك عن وجود كل الجنسيات العربية على أرض مصر، تلحظ ذلك بمجرد الانتقال بين شوارعها أو من مكان إلى آخر.

عندما وقفت أمام الأهرامات - إحدى عجائب الدنيا السبع - لم يتوقف لسانى عن التكبير، أتساءل ما هذا البناء الضخم؟ لوهلة أصبحت فى عالم من الخيال والأحلام، نعم إنها حضارة الأجداد، علامات الأديان والقوة الربانية، إنها مصر.

نهر النيل– الحياة والروح- ينعشك بلونه النقى، تدمن الجلوس أمامه، وتحكى له أسرارك، هل فعلاً كان له الفضل كما يعتقد المصريين فى وجود الحناجر الذهبية كأم كلثوم وعبدالحليم وعبدالوهاب وغيرهم من علامات الزمن الجميل.

خفة الدم وحلاوة اللسان أهم الصفات التى تجذبك إلى الشعب المصرى، المصرى ابن بلد بطبعه، يجذبك بكلامه وموضوعاته البسيطة ومعاناته اليومية، فيدخل القلب دون استئذان.

الشارع يعكس مشاعر المصريين فرحاً أو حزناً، أغوص فى تفاصيل تلك المشاعر المنعكسة على ملامح الوجوه، حينما أتجول فى الشوارع المضيئة، وأستمع إلى الموسيقى الصاخبة أو أغانى فايزة أحمد.

الفن لعب دوراً كبيراً فى وصول اللهجة المصرية لكل بيت عربى، أفلام أبيض وأسود وأفلام السبعينيات، لن أستثنى المغرب من حب العرب الكبير لمصر ولفنها العريق، وكل التقدير الذى يكن لرموزها مثل الروائى الكبير نجيب محفوظ وكوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر الذى كان له مكانة خاصة عند المغفور له جلالة الملك الحسن الثانى.

فكرت كثيراً فى سبب ارتفاع نسب الزواج بين المصريين والعرب، خاصة بالمغربيات، ربما اختلاف شخصية الرجل المصرى عن باقى رجال العالم العربى، أثبتت الإحصائيات أن نسب زواج المصريين من المغربيات عالية جداً، وفى تزايد، أعتقد أن السبب يرجع إلى أن للرجل المصرى صفات خاصة، يجيد الكلام الجميل، يتمتع بروح خاصة وطريقة معينة للإقناع، لديه أيضاً جانب بسيط من شخصية «سى السيد»، ونساء كثيرات تفضلن هذا النوع من الرجال، كما يتمتع بقدر كبير من الثقافة تجعل له القدرة على التجاوب مع مختلف الثقافات.

والصفات التى تجذب الرجل المصرى للمرأة المغربية، فهى عديدة، مظهرها الخارجى مثلاً، تتمتع بجمال طبيعى بعيداً عن عمليات التجميل التى أصبحت تلاحق نساء كثيرات، لها أنوثة طاغية من خلال ظهورها بزيها التقليدى فى كل المناسبات، كما أنها مناضلة، مناضلة فى بيتها كربة منزل، أو فى مكان عملها، لديها قدرة على الإبداع والنجاح فى أى مجال ربما لكونها تكتسب مهارات وثقافات متعددة ومنفتحة منذ نشأتها، لها حكمة خاصة فى التعامل مع زوجها فهى السند له فى كل المواقف.

من الممكن أن يكون اختلاف الثقافات سبباً رئيسياً لظهور بعض المشاكل وتطورها، لكن تبقى هى المرأة العاقلة المنفتحة والرزينة التى يكون هدفها الرئيسى الحفاظ على الكيان الأسرى، ويبقى الرجل المصرى هو السند لها، فتظهر شهامته ورجولته وطيبته فى الوقت المناسب.

إن دمج التقافات والعادات والتقاليد فى بلد عظيم كمصر، يزيد من جمال وروعة، وتقدم هذا البلد، كما يزيد من حبناً له وخوفنا عليه من المؤامرات، يزيد من تمسكنا بروحنا المصرية التى نكتسبها على مر السنين، حفظ الله مصرنا الحبيبة، وحفظ شعبها العظيم. ​