هموم مصرية
تلك فلسفة وأسلوب للعمل يعرفه المؤرخون والمفكرون.. إذ لا يشترط أن تبنى دولة أى جيش قوى.. لكى تحارب، وتغزو وتهدد الآخرين.. وربما كان ذلك بعضًا ما لا يفهمه الناس، إذ الظاهر أن الدولة عندما تواجه خطرًا يهدد مصالحها، أو أمنها القومى، فتتداعى الأجهزة لتسرع بالاستعداد لمواجهة هذا الخطر.. ولكن الواقع أن الدولة تنشئ الجيوش وتبنى الحصون والقلاع لكى تقول للآخرين.. إياكم ومجرد التفكير فى الاعتداء علينا.. فالتاريخ يقول لنا إن الدول الضعيفة تغرى الآخرين بغزوها.. ونهب ثرواتها.. والذين غزوا مصر وعلى مر السنين كانوا يطمعون فى خيراتها.. من الشرق والغرب والشمال من الفرس والبابليين شرقًا إلى اليونانيين الإغريق، من أيام الإسكندر الأكبر شمالاً.. ومن الرومان غرباً.. وأمامنا الغزو الفاطمى الشيعى القادم من تونس إذ حاولوا غزو مصر مرات عديدة خلال حكم الإخشيديين.. ونجحوا فى المرة الرابعة!
ولكن الغزو التركى العثمانى كان أخطرها.. ولما كانت مصر أيامها دولة قوية إقليميًا ولكنها ضعفت بسبب الكشوف الجغرافية.. ولما بقيت عندها بعض القوة.. لجأ الأتراك العثمانيون إلى الخيانة لشراء ذمم بعض قادة الجيش المصرى أيامها.. فكان ما كان.
< ورغم="" أن="" العالم="" الآن="" لا="" يتقبل="" الحروب="" للغزو="" والاحتلال="" إلا="" أن="" البعض="" يتساءلون="" عن="" أسرار="" كل="" صفقات="" السلاح="" التى="" نجحت="" مصر="" فى="" الحصول="" عليها..="" ولكن="" القيادة="" السياسية="" لها="" رؤيتها="" الأكثر="" حرصًا="" ولهذا="" نجحت="" مصر="" فى="" الحصول="" على="" صفقات="" رائعة="" مع="" تنويع="" مصادرها:="" مع="" روسيا="" وأمريكا="" وألمانيا="" وفرنسا="" وغيرها..="" وهدف="" هذه="" الفلسفة="" أن="" تقول="" للعالم="" بأن="" مصر="" دولة="" قوية="" ولم="" تنجح="" محاولات="" تدميرها="" فى="" «هوجة»="" الربيع="" العربى،="" الذى="" دمر="" دولًا="" كانت="" كبيرة="" مثل="" العراق="" وسوريا="" وليبيا..="" ولا="" ننسى="" هنا="" تونس="" أو="">
ولكن مع ارتفاع الخطر الذى يهدد مصر.. من الغرب حيث ليبيا.. وفى الشمال حيث الأمن القومى المصرى فى شمال سوريا.. فضلًا عما عانيناه فى الجنوب حيث السودان.. وربما أيضًا الخطر المائى المتمثل فى التشدد الإثيوبى.. ونتذكر هنا أنه لولا «حالة التوهان» وشبه الضياع الذى عاشته مصر عام 2011 لما تجرأت إثيوبيا ورفعت طاقة تخزين سد النهضة من 14 مليار متر مكعب إلى 74 ملياراً.. مرة واحدة.
< من="" هنا="" قامت="" فلسفة="" التسليح="" المصرى="" على="" أساس="" أن="" من="" يملك="" القوة="" العسكرية="" الكافية="" لردع="" أى="" عدوان..="" فإنها="" بذلك="" تمنع="" أى="" عدوان="" علينا..="" بل="" وتردعه="" وتجعلنا="" -="" نحن="" كل="" المصريين="" -="" نعيش="" فى="" أمان..="" بينما="" كل="" الدول="" حولنا="" تدمرها="" الأطماع="">
والجيش القومى هو وحده من يمنع العدوان، بل ومجرد التفكير فيه.. وهذا ما يفهمه العقلاء.. أما الأعداء فهم الذين يشككون فى هذه الفلسفة.