هموم مصرية
كثيرون، كتبوا عن ثورة 19، منهم من تعمق وصال وجال ليصل إلى ما هو جديد.. ومنهم من تناول أسباب اندلاعها.. أو غاص فى تداعيات نهاياتها.. ومنهم من بحث فى الشخصيات التى قامت بها ـ وعلى مر التاريخ ـ من تولى قيادتها.. ومنهم من اقتصر جهده على النتائج السياسية وكيف حاول البعض إجهاضها أو قصرها على وصول الوفد إلى الحكم.. ومنهم من ربط بين الثورة والجانب الاقتصادى الذى صاحب تلك الثورة.. وكيف استطاع طلعت حرب باشا أن ينأى بمشروعاته عن دهاليز السياسة ليحافظ على إيجابيات هذه الثورة من جوانبها الاقتصادية، رغم أنه نفسه راح ضحية دهاليز هذه السياسة عندما أجبروه إما أن يضحى بكل هذه الشركات أو يضحى بنفسه واسمه، وكيف ارتفع على الذات.. وقال قولته: ليذهب طلعت حرب ولكن ليبقى بنك مصر وشركاته العظمى.
وفى الجو المفعم- هذه الأيام- بذكرى نشوء ثورة 19 وقرب احتفال الوفد بهذه الثورة العظيمة أخرج لنا الصديق العزيز واحداً من أهم إنتاجه الفكرى بعنوان «ثورة 19.. إرادة أمة.. وكفاح شعب».. وألبسه وهذا ذكاء منه اللون الأخضر الذى هو شعار الوفد.. بل رمز المملكة المصرية التى اندلعت الحرب وخاضت الأمة نضالها الرائع سواء وهى تحت لواء السلطنة المصرية.. أو المملكة المصرية.. ففى الأولى نشبت الثورة على 1918 وكانت مصر سلطنة.. وفى الثانية ـ ومصر مملكة ـ كانت أول حكومة شعبية شكلها سعد زغلول زعيم هذه الأمة.. واستمرت الثورة طوال أيام الملكية إلى أن سقطت الملكية بسقوط الملك فاروق، ثم كان قرار إلغاء الأحزاب فى يناير 1953.
< ويجىء="" العزيز="" وجدى="" زين="" الدين="" ليلقى="" أضواء="" جديدة="" على="" هذه="" الثورة="" عبر="" 271="" صفحة،="" صدر="" عن="" مكتبة="" جزيرة="" الورد..="" ويغوص="" ويغوص="" ويضيف:="" كيف="" كانت="" أحوال="" مصر="" قبلها،="" عابراً="" الكثير="" من="" الأحداث="" إلى="" أن="" تم="" إعلان="" استقلال="" مصر،="" ولكن="" فى="" رأيى="" أن="" أفضل="" فصول="" هذا="" الكتاب="" هو="" ما="" دار="" حول="" الوحدة="" الوطنية="" وصراع="" الوفد="" مع="" أحزاب="" الأقلية="" التى="" هى="" احزاب="" تسعى="" لمصالحها="" الذاتية="" أو="" لمصالح="" السلطان،="" سواء="" كان="" مصرياً،="" أو="" أجنبياً،="" ثم="" هذا="" الفصل="" الرائع="" عن="" إرهاصات="" دستور="">
< وفى="" رأيى="" أن="" من="" أفضل="" فصول="" هذا="" الكتاب="" هى="" إبراز="" دور="" عبدالرحمن="" فهمى="" قائد="" النضال="" الحقيقى..="" الذى="" لولا="" دوره="" ـ="" وهو="" تحت="" الأرض="" ـ="" لنجحت="" بريطانيا="" فى="" ذبح="" هذه="" الثورة..="" وهو="" بحق="" كما="" قال="" المؤلف="" إنه="" هو="" فعلاً="" أسطورة="" ثورة="" 19..="" وربما="" وبسبب="" طغيان="" شخصية="" الزعيم="" سعد="" زغلول،="" فإن="" عبدالرحمن="" فهمى="" لم="" ينل="" التكريم="" الذى="">
< وإذا="" كان="" وجدى="" زين="" الدين="" خصص="" جزءاً="" عن="" وزارة="" 4="" فبراير="" 1942="" ولماذا="" قبل="" بها="" النحاس="" باشا="" إلا="" أن="" جريمة="" إحراق="" القاهرة="" يوم="" 26="" يناير="" 1952="" لم="" تحصل="" من="" المؤلف="" على="" ما="" يجب="" من="" دراسة..="" وهى="" فى="" نظرى="" جريمة="" مازالت="" تبحث="" عمن="" أحرق="" العاصمة="" ليزيح="" الوفد="" عن="" حكم="">
ورغم ذلك للمؤلف وجدى زين الدين كل الشكر والتقدير على ما قدمه لنا ولكل المصريين.