حكاية وطن
لن تستطيع الشراذم وقوى الظلام والضلال أن تنال من مصر وفيها هذا الجيش القوى الذى يؤدى دوره المقدس فى فرض السيادة الوطنية على كافة أراضى الدولة وحدودها وترابها ومقدرات الشعب العظيم، فهو الحصن المنيع للشعب والدرع القوية للوطن بعطاء وتضحيات رجاله الأمناء على المسئولية المقدسة التى كلفه بها الشعب.
قوة الجيش المصرى تؤكدها القفزات غير المسبوقة فى تطوير نظم التدريب والتسليح بكافة الشكيلات والأفرع الرئيسية لدعم قدراته القتالية وفقاً لخطط دقيقة لمجابهة كافة التهديدات التى تواجه أمن مصر القومي، وهذه التدريبات التى تقوم بها القوات المسلحة مع أقوى جيوش العالم بالدول الصديقة والشقيقة بكثافة خلال الشهرين الماضى والحالى هى إدراك عبقرى من القيادة العسكرية لدقة الفترة التى تعيشها المنطقة والعالم ومصر أيضاً، وإيمان القوات المسلحة بأن القوة تحمى السلام، ومن يمتلك القوة والصلابة والجاهزية قادر على الدفاع عن الوطن وحماية مقدراته.
ولقد أكدت هذه التدريبات التى خاضتها قواتنا المسلحة مع قوات مثل روسيا وكوريا وفرنسا وأمريكا والإمارات وباكستان والأردن والسعودية وفرنسا أن الجيش المصرى يتمتع بسمعة دولية وعالمية فريدة، وأن لديه رصيدًا كبيرًا من الخبرات المتراكمة والدروس المستفادة من جيل إلى جيل وأبرزها حرب أكتوبر ومواجهة التهديدات المستجدة مثل الحرب على الإرهاب التى تخوضها مصر بنجاح وبشكل منفرد دون مساعدة دولية.
وتجسد هذه التدريبات عمق العلاقات الدولية لمصر مع محيطها العربى والإقليمي، وتخاطب كافة أشكال التعاون لمواجهة التهديدات والمخاطر المشتركة حفاظا على السلم والأمن الإقليمى والدولي، والحفاظ على الممرات البحرية والدولية والعالمية وضمان الاستقرار فى المنطقة.
الأهم أن هذه التدريبات التى تخوضها قواتنا المسلحة مع الدول الصديقة والشقيقة لا توجه رسائل سياسية لأحد، ولكنها أحد مجالات التعاون لنقل وتبادل الخبرات بما يؤكد قدرة العناصر المشاركة على التخطيط والتنسيق لمواجهة أى تحديات مخاطر تستهدف أمن المنطقة، وتوفير بيئة غنية بالخبرات الميدانية والتكتيكية المتبادلة تساهم فى رفع مستوى الجاهزية والاستعداد القتالى للقوات المشاركة. كما تؤكد أهمية التدريبات بالنسبة لمصر قدرة القوات المسلحة المصرية على تأمين حدود الدولة والدفاع عن أمن مصر القومى بما تملكه من منظومة تسليح متطورة فى كافة التخصصات، وتأمين ثروات مصر فى البحر ومصالحها الحيوية وأهدافها القومية والمشاركة فى عملية التنمية الشاملة من أجل المصلحة العليا للوطن.
الجيش المصرى مدرسة متعددة التسليح من جنسيات مختلفة، ولدى أفراده قدرة فائقة على استيعاب كافة أنواع التسليح ومدارسها، ومنفتح على المدارس العسكرية المختلفة، ومشاركة الجيش فى التنمية الشاملة للدولة وما يقوم به من جهد خلاق يمثل قيمة مضافة ومحورية فى إرادة المصريين للتقدم، هي استغلال لفائض قدراته التي لم ولن توثر على كفاءة واستعداد وجاهزية قواتنا المسلحة التى تزيد لأعلى مستوياتها يوماً بعد يوم، ولا يجرؤ أحد على النيل من قدرات وسيادة مصر وأمن حدودها، لأن هناك جيشًا قادرًا فى أى وقت تحت مختلف الظروف على تنفيذ جميع المهام المقدسة التى يكلف بها.